الشرع: الحوار الوطني سيواكب مزاج المواطنين ويطور المناخ السياسي

قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إن الحوار الوطني في سورية يرمي الى تغيير المناخ العام والتأثير الإيجابي في مزاج المواطنين وبحث المشاركين تطوير البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصولاً الى نظام تعددي ديموقراطي، يكون لصناديق الاقتراع والانتخابات النزيهة الدور البارز فيه.
واضاف الشرع في حديث الى صحيفة الحياة قبل انعقاد اللقاء التشاوري يومي الأحد والاثنين المقبلين، إن إطلاق الحوار الوطني تم بقرار من رئيس الجمهورية خلال الأزمة في سورية، والحوار اكتسب زخماً متسارعاً بحيث أصبح مطلباً شعبياً وحاجة وطنية يمكن أن تساهم في حل هذه الأزمة، بحيث إن مختلف أطياف الشعب السوري وتياراته وأحزابه السياسية وفعالياته الاقتصادية والاجتماعية وشخصياته الفكرية من مختلف الاتجاهات والميول، تستطيع أن تعرب عن آرائها تحت سقف الوطن وتشارك في صياغة مستقبل سورية الوطني.
ووجهت هيئة الحوار دعوات الى نحو 200 شخصية لحضور اللقاء التشاوري. وشملت القائمة شخصيات معارضة، من الداخل والخارج، ومستقلة ومن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم ائتلاف أحزاب سياسية بقيادة حزب البعث.
وأوضح نائب الرئيس أنه يجب أن لا ننسى أن اللقاء التشاوري سيتيح المجال للاستماع الى مختلف وجهات نظر المتحاورين بـ روح إيجابية للوصول الى قواسم مشتركة والعمل على تقريب الآراء، وخصوصاً في ورشات العمل. كل موضوع مدرج سيحتاج الى مجموعة عمل يحق للمحاورين من دون استثناء المشاركة بمناقشة مضمونه: فهناك ورشة عمل خاصة بقانون الأحزاب، وثانية بقانون الانتخابات وثالثة بقانون الإعلام.
ومن المقرر أن يتسلم المدعوون الى اللقاء، نسخاً من مسودات القوانين التي أعدتها لجان كلفت في هذه المهمة خلال الفترة الأخيرة. وفيما بحثت مجموعة من الخبراء الدستور الحالي والاحتمالات الممكنة بين تعديله أو صوغ دستور جديد، يتوقع أن تشكل رسمياً لجنة لهذا الغرض. وطرحت فكرة إقرار مسودات القوانين في جلسة يعقدها مجلس الشعب في 6 الشهر المقبل، ما يعني التمديد للبرلمان الحالي باعتبار أن المادة 58 من الدستور تنص على أنه في حال لم تجر انتخابات برلمانية بعد 90 يوماً من انتهاء المجلس يعود المجلس القائم إلى الانعقاد حكماً ويبقى قائماً حتى يتم انتخاب مجلس جديد
.
وسئل الشرع عن أسباب عدم دعوة شخصيات في "الإخوان المسلمين" الى الحوار وعن رأيه بالحركات الإسلامية، فأوضح أن "الإسلام دين عظيم للبشرية جمعاء منتشر على امتداد المعمورة يتبنى حقوق الإنسان الأساسية التي تبنتها أوروبا وأميركا منذ مائتي عام فقط. دين لا يستطيع أحد احتكاره أو الاستئثار به أو تطويبه على ملكيته الخاصة. لكن أميركا وإسرائيل حاولتا منذ ثمانيات القرن الماضي ربط الإسلام بالإرهاب والمقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي بالإرهاب. بالتالي نحن نرى أن الإسلام الحقيقي لا يقبل الانجرار للأجنبي وراء خدمة أهداف العدو، ولا يقبل الاستقواء بالأجنبي. لذلك لم يكن غريباً أن تكون علاقاتنا مع "إخوان" مصر في عهد (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك جيدة، على رغم أنها كانت سيئة مع النظام (المصري). كما كانت علاقاتنا مع "إخوان" الأردن قائمة على الحرص المشترك في دعم المقاومة في فلسطين، على رغم سوء تفاهم بين حماس والمملكة (الأردنية)".
وعن تقويمه للقاءات المعارضين والمستقلين التي أجريت أخيراً في دمشق مثل لقاء "سورية للجميع" ومؤتمر النواب المستقلين، قال الشرع : أرى، ويرى كثيرون في الداخل والخارج أن لقاءات المعارضين الأخيرة، ومن بينهم مستقلون أو حياديون، كانت إيجابية أو فيها نقاط إيجابية وخصوصاً تلك التي ركزت على وحدة الوطن ورفض الاستقواء بالخارج.