الشركات القابضة السورية تسعى لبناء تحالفات كبيرة

فرض الانفتاح والتوسع اللذان يعيشهما الاقتصاد الوطنى منذ بداية الالفية الثالثة وجود مشاريع واستثمارات ضخمة فى الصناعة والزراعة والبنى التحتية وحيث ان هذه المشاريع تحتاج الى شركات ذوات رساميل ضخمة وملاءمة مالية عالية فان الحاجة برزت على نحو واضح الى وجود شركات عملاقة يمكنها التصدى لهذه الاستثمارات فظهرت الشركات القابضة على مسرح الحياة الاقتصادية السورية حيث زادت خلال السنوات الاخيرة عددا ورسملة.
وتخوض عشر شركات منافسة قوية فيما بينها للاستحواذ على المشاريع التى قد تطرحها الحكومة للاستثمار فى القطاعات المختلفة. وتعتبر الشركة السورية القطرية المشتركة أكبر هذه الشركات على الاطلاق برأسمال 250 مليار ليرة سورية فيما تحل شام ثانيا برأسمال قدره 18 مليارا و الكويتية ثالثا ب 10 مليارات ورابعا جاءت كل من سورية وصندوق المشرق الاسثتماري بأربعة مليارات لكل منهما وخامسا مواد الاعمار ب 2,170 مليار.
وأتت فى المرتبة السادسة الأفق للاستثمارات عبر 1,250 مليار ليرة وفي المرتبة السابعة ثلاث شركات هي الزعيم ،كاسل انفست ، انشاء برأسمال قدره مليار لكل منها وبذلك تصل رساميل هذه الشركات مجتمعة الي 292,4 مليار ليرة وهو ما يعادل 5,848 مليارات دولار.
وتحدد دراسة كان أجراها المركز الاقتصادي السوري فى وقت سابق الأسباب التى تدفع المستثمرين لتأسيس هذا النوع من الشركات والتى أبرزها رغبة هوءلاء بادخال الشركات المملوكة لهم تحت غطاء منظومة واحدة ضمانا لاعتبارات عدة منها ما هو مرتبط بالناحية المحاسبية والمتمثل باظهار ميزانيات الشركة القابضة كحسابات شاملة للشركات المتعددة المنضوية تحتها ومنها ما هو مرتبط بالعامل الادارى المتمثل بقيام الشركة القابضة بأعمال ادارة الشركات المملوكة لها فقط من دون قيام الشركة الأم بممارسة أعمال أو نشاطات تجارية فعلية.
أيضا هناك الجانب الدعائى المتعلق باكساب الشركة القابضة سمعة كبيرة بتملكها العديد من الشركات ورؤوس الأموال الكبيرة ما يسهل عليها الحصول على المشاريع والتعاقدات وامتلاك الشركات الاخرى من خلال عمليات الدمج أو الاستحواذ ويضاف الى هذه الاسباب رغبة أرباب الصناعة بالسيطرة على قطاع معين أو عدة قطاعات داخل اقتصاد ما بحيث تسيطر الشركة القابضة على الشركات العاملة فيها ما يزيد الارباح ويقلل المخاطر.
والشركة القابضة والمسماة هولندنج كومبانى تطلق على الشركة الضخمة التى تدير عدة شركات تابعة حتى لو لم تكن هذه الشركات تعمل فى المجال نفسه وهذه الشركة تقوم على أساس من المساهمة الفعلية فى رؤوس الاموال للشركات التابعة والتعاون بين الشركات وأعضاء المجموعة دون احتكار معلن أو مغطى وتسمى الشركات التى تسيطر عليها الشركة القابضة بالشركات التابعة أو الوليدة سوب سايدرز.
وقد تسيطر الشركة القابضة فى دولة ما على شركات تابعة فى دول أخرى كما قد تخضع شركة وطنية فى احدى الدول لسيطرة شركة قابضة أجنبية عن طريق المساهمة فى رأسمال الشركة الوطنية من جانب الشركة القابضة الاجنبية ويترتب على الوضعين قيام ما يسمى المشروع المتعدد الجنسيات " ملتى ناشيونال انتر برايز" أو الشركة عبر الوطنية "ترانس ناشيونال كوربريشن" ولا تعتبر الشركة القابضة شكلا قانونيا جديدا يضاف الى أشكال الشركات ذات الشخصية الاعتبارية المستقلة والمعروفة فى القانون التجارى وهى الشركة المساهمة وشركة التوصية بالاسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التوصية البسيطة وشركة التضامن .
شام نيوز