الشعب "الصينية"- غيتس واغنياء الصين

أعلن بيل غيتس ووارن بافيت أغنى رجلين في الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا أنهما سيعملان على إقناع نظرائهما الأثرياء بتقديم نصف ثروتهم للأعمال الخيرية. وتجاوبا مع تلك الحملة تعهد اربعون مليارديرا امريكيا بتخصيص نصف ثرواتهم على الاقل لخدمة الاعمال الخيرية والانسانية.
وبالرغم من أن النجوم الصاعدة من أغنياء الصين نادرا ما تستجيب الى مثل هذه الحملات الخيرية. إلا أن بيل غيتس ووارن بافيت لم يستسلما، ويستعدان لزيارة الصين للضغط على أغنياء الصين من اجل الانضمام الى " عصبة الجمعيات الخيرية".
إن حملة التبرعات التي أطلقها كل من بيل غيتس ووارن بافيت تستحق الثناء من ناحية اهتمامهما بالرعاية الاجتماعية والاعمال الخيرية، كما استجاب عدد من الاغنياء الاخرين للحملة بعد أن اعلن الرجلان عن التبرع بنصف ممتلكاتهما لاعمال الخيرية. ونعتقد أنه لا يمكن ان يكون هناك عدد كبير من الناس مثل بيل غيتس بسماته النبيلة في أمريكا.
وفي الحقيقة فإن القيود والقوانين الصارمة هي التي دفعت بأغنياء أمريكا الى التبرع بممتلكاتهم، بالاضافة الى قوانين الضرائب والانظمة في أمريكا التي لا تزال قد التنفيذ منذ سنوات عديدة, فوفقا للقوانين الأمريكية فإن على الورثة دفع 45% من ممتلكات المتوفي كضريبة لخزينة الدولة، وهذا الحكم يزيد من القيود المفروضة على أولاد الاغنياء.
إن تبرعات أغنياء أمريكا ليست كما يتوقعها الناس بانها " صورة رفيعة". فقد نشرت وسائل الاعلام في وقت قصير مضى خبر وقف تنفيذ ضريبة الإرث لمدة سنة وذلك من بداية 1 يناير هذا العام .وهذا يعني أن اغنياء امريكا سيعيشون حياة حرجة, ولا يستطيعون العيش الا يوم 1 يناير، ويمكنه ان يترك لورثته تركة معفية من ما يقارب 45% من الضرائب الباهضة. وعليه فقد يقبل بعض الاثرياء الى " القتل الرحيم" كوسيلة لتحقيق غرض تجنب ضريبة الارث.
ووفقا لهذا التحليل، وحسب القوانين المنفذة حاليا في الصين بخصوص ضريبة الارث، فانه حتى ولو عمل بيل غيتس ووارن بافيت بلا كلل وجد من أجل الضغط على اغنياء الصين للتبرع بنصف ممتلكاتهم للأعمال الخيرية, فنحن متأكدون أن اغنياء الصين لا يشعرون بقضية المسؤولية الاجتماعية حتى يتمكنوا من أخذ زمام المبادرة والتبرع بنصف ممتلكاتهم في الصين، انه امر في غاية الصعوبة....
لكن وبالرغم من وجود رد ايجابي من جانب اثرياء الصين، الا ان تنفيذ المساهمات من طرف الاغنياء محدود وغير مؤكد , ويكمن حل مشكلة " الاعمال الخيرية" في وضع مؤسسات قانونية لمتابعة التبرعات الخيرية ، وليس في كم عدد من الامريكيين الذين ضغط عليهم غيتس للتبرع.
الشعب – 26 – 8 – 2010