الشوكولا السورية تطيح بالإسرائيلية في عقر دارها.. والتركية حاضرة سياسياً

رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين سوريا وإسرائيل، إلا أن الشوكولا السورية باتت حاضرة بقوة في السوق العربية بإسرائيل، بل تمكنت من الإطاحة بالشوكولا الإسرائيلية في أوساط عرب 48، خاصة في الأعياد والمناسبات.
فأناقة هذه الشوكولا المنبعثة من تغليفها الفاخر إضافة إلى طعمها وأيضاً لكون اسمها "سوريا"، كل ذلك عوامل ساهمت في انتشارها وزيادة الطلب عليها، ما جعلها تدخل المنافسة وتطيح بنظيرتها التي لم تتوقع أن تأتيها ضربة في الصميم من "العدو" سوريا.
وبسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، فإن المنفذ إلى السوق الإسرائيلية هو الأردن، ولكن بعد أن تمر الشوكولا بإجراءات مشددة، يتم خلالها إزالة أي دليل يشير إلى أنها صنعت في سوريا، ويبقى فقط عليها اسم الشركة المصنعة، وذلك من باب احتياط المستوردين، خشية أن تقوم السلطات الإسرائيلية بمنع إدخالها أو مصادرتها، وفق ما قاله أحد المسوقين المتخوفين في حديث لـ"العربية.نت".
وفي بداياتها كانت تصل الشوكولا إلى السوق الإسرائيلية من خلال طلاب عرب 48 الذين يدرسون في الجامعات الأردنية، والذين كانوا يحملون كميات قليلة من الشوكولا للمحال التجارية، لكن سرعان ما أصبح لها مستوردون عن طريق الأردن.
ومن أشهر الشركات التي تتوافر شوكولا من صنعها في إسرائيل، من حيث تعلم أو لا تعلم: "الزنبركجي"، "الحلبجي"، "لي" و"البزرة".
وخلال إعداد التقرير تبين لنا أن هناك شوكولا لبنانية أيضاً اخترقت السوق الإسرائيلية وتلقى إقبالاً عليها، هي شوكولا "باتشي".
نجاح بسبب التغليف
ويقول إحسان أبوالهيجاء، صاحب محال "العادل للشوكولا" في أراضي 48، في حديث لـ"العربية.نت": إن "ما اجتذب الناس للشوكولا هو تغليفها، بحيث إن التغليف يظهرها فاخرة جداً، إضافة إلى أن الجودة عالية وهذا لاقى استحسان الناس".
وعن بداية دخول هذه الشوكولا للسوق العربية في إسرائيل يشرح "قبل بضع سنوات، كان دخولها يتم عن طريق طلاب الجامعات من عرب 48 الدارسين في الأردن، لأننا أصلاً تعرفنا إلى هذه الشوكولا بالأردن، والإقبال الكبير عليها خلق مستوردين يستوردون كميات كبيرة، وقد نجح تسويق هذه الشوكولا بشكل ملحوظ. ومهما تكون الكمية التي يستوردها المستورد، يكون هناك يوم واحد فقط أمام أصحاب المحال للحصول عليها وإلا فلن ينالوا شيئاً منها، وذلك بسبب الإقبال الكبير عليها".
يُذكر أن سعر الشوكولا مرتفع نسبياً، مقارنة بالأنواع الأخرى الشائعة، ويصل سعر الكيلو الواحدة إلى ما قيمته 30 دولاراً تقريباً، وما يفرض هذا السعر هو التغليف الأنيق بالأساس، حتى قبل الطعم، وربما أيضاً يعود ذلك لكون الاستيراد لا يتم بشكل مباشر وإنما من خلال جهة ثالثة في الأردن.
ويستطرد بالقول: "في المقابل فإن سعرها هو أيضاً سبب في تسويقها، فبعكس منتجات أخرى تشعر شريحة من الناس بأن وجود مثل هذه الشوكولا في بيتها يضيف لها رقياً ما. وفي مرحلة لاحقة حتى النوعيات الأقل جودة أيضاً باتت تباع بسعر مرتفع نسبياً بسبب التغليف".
دروس في التزيين
وفي معرض حديثه يشير أبوالهيجاء إلى أن طريقة تغليف الشوكولا السورية كانت عبارة عن دروس في التزيين استفاد منها أصحاب المحال التجارية المحلية في الداخل، وباتوا يطبقونها على منتجات أخرى.
ويضيف "أصحاب المحال باتوا يستغلون التزيين المستوحى من الشوكولا السورية لتزيين منتجات شوكولا مستوردة من دول مختلفة، بحيث تصلح لمختلف المناسبات. علماً أن الناس رأوها لأول مرة في الأردن، على الطريقة التي عرضت بها هناك، فاجتذبتهم وفي مرحلة لاحقة وصلت إلى أسواقنا".
وانتهى للقول إن الأمر لم يعد يقتصر على الشوكولا، بل إن الحلويات الشرقية السورية دخلت أيضاً إلى الأسواق الإسرائيلية، وتلقى رواجاً كبيراً، وكذلك المجففات السورية، ولكن الشوكولا كانت الباب الأول الذي أدى إلى فتح منافذ على أنواع أخرى من الحلويات".
وجود سياسي للشوكولا التركية
أما الشوكولا التركية فلها قصة أخرى مع عرب 48. إذ باتت هذه الشوكولا تلقى رواجاً أكثر من السابق. ولا يتعلق الأمر هنا بالجودة بقدر ما يتعلق بالمواقف السياسية.
فالمواقف السياسية التركية خلقت في أوساط عرب 48 من ينادون بدعم المنتجات التركية، وذهب العديد من المؤسسات في الداخل إلى تقديم هدايا العيد لموظفيها من المنتجات التركية، بعد أن كانت المنتجات الإسرائيلية هي ملكة الهدايا في الماضي.
العربية نت