الشيخ النابلسي يعتذر للكويتيين بعد إيقاف برنامجه
يبدو أن الأزمة بين الداعية الإسلامي السوري الدكتور محمد راتب النابلسي والحكومة الكويتية في طريقها إلى الحل بعد أن بعث الدكتور النابلسي برسالة اعتذار إلى الشعب الكويتي على ما ورد بطريق الخطأ في برنامجه الذي يبث على محطة القرآن الكريم الكويتية والذي اتهم فيه بأنه تعرض لحكام الكويت والخليج.
وقد أحال وكيل وزارة الإعلام الكويتية الشيخ فيصل المالك الصباح المسؤولين عن البرنامج إلى التحقيق للوقوف على ما جاء بالبرنامج من أنه تعرض لحكام الخليج.
حيث تم إيقاف بث البرنامج في إذاعة القرآن الكريم فورا وتفريغ المادة التي يحتويها. ونقلت جريدة الأنباء الكويتية عن مصدر مسؤول قوله إن المسؤولين لن يتهاونوا في مثل هذه البرامج التي تسيء لنا أو لدول الجوار فهي مخالفة لقانون المرئي والمسموع ولابد من إيقافها وإحالتها للتحقيق والتأكد من محتواها لكي نتخذ الإجراءات القانونية بحقها.
من جانبه اعتذر الدكتور النابلسي في رسالة نشرتها الصحف الكويتية عن «خطأ غير مقصود» و«هفوة يقع فيها كل إنسان»، مؤكداً أن للكويت مكانة خاصة في قلبه، وكذلك لشعب الخليج عامة.
وأشار النابلسي في معرض الاعتذار إلى «أن الشدة التي تساق لأمة هي وسام شرف لها ودليل على أن الله يتولاها بالرعاية والعناية».
ورأى «أن أهل الكويت عانوا كثيرا وامتحنهم الله تعالى بابتلاء عظيم، وأعاد لهم الأمن والاطمئنان» داعيا الله لهم «بمزيد من الكرم والمنة، وأن يجمع شملهم ويوحد كلمتهم وينور قلوبهم ويصرف عنهم السوء».
وجاء في كتاب الرد: «تعليقا على ما كتبه الأخ حسين الحربي يوم السبت في 28 أغسطس 2010 من أن إذاعة القرآن الكريم الكويتية تتعرض لحكام الخليج من خلال درس بث لي في هذه الإذاعة شرحت فيه قوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم)، فإنني على ثقة كاملة بأنني لن أقوم بأي يوم من الأيام بقول كلام يجرح أي امة أو شعب، وإذا كان ما صدر في هذا الدرس يسيء بأي شكل من الأشكال إلى أي من إخواننا الأكارم في الكويت الحبيبة فإنني اعتذر عنه جملة وتفصيلا، وانه خطأ غير مقصود، وهفوة يقع بها كل إنسان».
وأكد «يعلم الله تعالى ان للكويت خاصة، وشعب الخليج عامة مكانة عظمى في قلبي وفي قلب كل عربي، كيف وقد أمرنا الله تعالى أن نبشر الناس بالخير، ونزكي فيهم خصال الحب والوئام، ونشد عرى المسلمين بعضها إلى بعض، فليس من منهجي ولا طريقتي ولا ديني أن أذم شعبا أو حكومة، وإنني لاغتنم هذه الفرصة لأبث مشاعر الحب والإخاء، مشفوعة بعظيم الدعاء الخالص لله جل علاه، وفي هذا الشهر الكريم، أن يحفظ على شعب الكويت أمنهم وأمانهم، ويجمعنا بهم دائما في كل خير ومسرة واطمئنان، وجميع بلاد المسلمين».
وأكد النابلسي: «أن الأمة إذا ابتلاها الله تعالى بمحنة، فإنما ذلك ليمنحها الخير الكثير، والدليل قوله تعالى: (إن فرعون علا في الأرض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين (4) ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (5) ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)، فالشدة التي تساق لأمة هي وسام شرف لها ودليل على أن الله يتولاها بالرعاية والعناية، وان أهل الكويت قد عانوا كثيرا، وامتحنهم الله تعالى بابتلاء عظيم، فكان منهم الصبر والاحتساب، فأكرمهم الله تعالى، وأعاد لهم الأمن والاطمئنان، فإنني أدعو الله لهم بمزيد من الكرم والمنة، وان يجمع شملهم، ويوحد كلمتهم، وينور قلوبهم، ويصرف عنهم السوء، ويجمع عليهم الأمن، ويشد أواصر المحبة في ما بينهم، واقبلوا من أخيكم خالص التقدير وعظيم الحب».