الصحة السورية تنوي تجميد قرار إغلاق الصيدليات الأوكرانية

أفادت مصادر صحية واسعة الاطلاع أن وزارة الصحة السوري تنوي التريث بتنفيذ قرار إغلاق صيدليات خريجي أوكرانيا وأرمينيا، ويقدر عددهم بحسب هذه المصادر بحوالي 127 إلى 137 صيدلياً.

وقالت صحيفة الوطن السورية إن قرار التريث جاء بناء على مذكرة تفيد بأن هؤلاء الصيادلة خضعوا لفحص تعادل الشهادات الطبية "الكولوكيوم" يوم كان هذا الاختبار في وزارة الصحة وتجاوزوه وعلى هذا الأساس تم إعطاؤهم رخصة مزاولة المهنة من قبل وزارة الصحة الجهة الوحيدة المخولة بهذه المهمة.

 

وبين المصدر أن المشكلة جاءت بسبب تدخل وزارة التعليم العالي عام 2004 بشأن التعادل واعتمادية الجامعات، واعتبرت التعليم شهادات الجامعات الخاصة في تلك البلاد غير معتمدة في سورية ولذا اعتبرت تلك الشهادات غير صحية.

 

ونقلت صحيفة الوطن السورية شكوى تقدم بها الصيدلي "هوزان" الذي بدأ رحلته في العام 1993 إلى أوكرانيا بهدف الدراسة، وتخصص في دراسة الكيمياء الصيدلانية قي كلية تابعة لجامعة أوديسا الوطنية- ميتشنيكوف وتخرج في الجامعة عام 2001، ويومها لم تكن هناك آلية واضحة لتعادل الشهادات في سورية، وتكليف وزارة التعليم العالي بتعادل الشهادات جاء في العام 2005، أي بعد تخرج «هوزان» ورفاقه وعودتهم إلى سورية ليخوضوا امتحان التعادل في وزارة الصحة والخاص بالأطباء والصيادلة ويسمى الكولوكيوم، حاملين معهم قرار هيئة الامتحانات الحكومية الأوكرانية بمنحهم دبلوم (صيدلي كيميائي) يؤهلهم لتنفيذ النشاطات المهنية من أي نوع متعلق بالاختصاصيين المذكورين، بحسب قرار الهيئة الأوكرانية.

 

وتبين أن اجتياز الكولوكيوم ليس بمقياس حيث تم عرض قرار الهيئة الحكومية الأوكرانية والمصدق من وزارة خارجية أوكرانيا والسفارة السورية على التأهيل والتدريب التابعة لوزارة الصحة لكونها المسؤولة عن التعديل في حينها وبعد عرض الثبوتيات على لجنة التعادل والمؤلفة من خمسة أعضاء قررت اللجنة معادلة الشهادة الصادرة عن جامعة أوديسا الوطنية- ميتشنيكوف، بشهادة الصيدلة الصادرة عن جامعة دمشق بعد اجتياز المتقدمين بنجاح الفحص الإجمالي التخصصي (الكولوكيوم).

 

وجميع من اجتاز فحص (الكولوكيوم) من طلاب جامعة أوديسا حصلوا على رخص لافتتاح عيادات أو صيدليات، إلى أن جاء قرار اللجنة الموفدة من وزارة التعليم العالي بأن جامعة أوديسا الوطنية غير معتمدة بالنسبة للوزارة فتلك الجامعة لا تملك أبنية ومخابر ووصلت وزارة التعليم العالي بعدها من خلال مجلس الوزارة إلى قرار يعتبر جميع الشهادات الممنوحة من تلك الجامعة بحاجة إلى ترميم في إحدى الجامعات الحكومية غير السورية وإيقاف رخص مزاول المهنة، وتجميد العضوية النقابية لكل خريجي تلك الجامعة بحسب تصريح مديرة مديرية تعادل الشهادات في وزارة التعليم العالي ريما الفار لصحيفة الوطن السورية.

 

وبناء على كل تلك التفاصيل جاء قرار رئاسة مجلس الوزراء الصادر عن اجتماعه بتاريخ 14/6/2007 وقرار الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش رقم 18/1158/4/4/ ي خ تاريخ 19/11/2008، بصيغة رجعية.

وأعلمت وزارة الصحة والنقابات ذات الصلة بوقف التراخيص المعطى لكل الصيادلة خريجي كلية الصيدلة الكيميائية من جامعة أوديسا الوطنية وتجميد التسجيل النقابي لخريجي الجامعات الأرمينية والأوكرانية نظراً لإيقاف تسجيلهم في وزارة الصحة لحين تسوية معادلة شهاداتهم الجامعية.

 

ويومها سعت وزارة الصحة لحل مرضٍ، وبين معاون وزير الصحة جمال الوادي أن تقرير اللجنة أُقر على أثره إلغاء الشهادات الحاصل عليها السوريون من تلك الجامعات وسحب الرخص التي حصلوا عليها بعد اجتيازهم فحص القبول، وهنا رأى الوادي أن «المنطق يقول إن من اجتاز فحص الكولوكيوم على اطلاع بهذه الاختصاصات فهذا الفحص لم يكن فقط مخصصاً لخريجي تلك الجامعات بل لجميع الخريجين من جميع أنحاء العالم ويريدون معادلة شهاداتهم، ومنهم من لديه عيادة منذ قرابة عشر سنوات ولم تصلنا شكوى عنهم».

 

ولكن القرار اتخذ وعند وصوله لوزارة الصحة «حاولنا العمل على منع إعطاء تراخيص وشهادات جديدة من تاريخ قرار رئاسة مجلس الوزراء أي دون فتح ملفات الماضي، وطالبنا اعتماد القرار ولكن دون صفة رجعية.