العالمة العربية التي اكتشفت سر القنبلة الذرية

شام إف إم - خاص
«سميرة موسى» هي العالمة المصرية التي أمنت في مراحل مبكرة بأن ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، لأن أي دولة تتبنى فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة.
أدركت «سميرة» منذ اللحظات الأولى لقيام كيان العدو الإسرائيلي اهتمامه بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل، وسعيه إلى التفرد بالتسلح النووي في المنطقة، فدخلت في سباق علمي معه بمحاولة منها لتحجز مكان لمصر والوطن العربي في هذا الميدان، حيث قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية في مصر عام 1948، وحرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي، كما نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم.
تمكنت «موسى» الحاصلة على شهادة الماجستير في «التواصل الحراري للغازات»، وشهادة الدكتوراة في «الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة»، من الوصول إلى معادلة هامة تمكنها من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، هذا الاكتشاف لم يلقى قبولا في العالم الغربي، وقض مضاجع كيان العدو الإسرائيلي الذي وقف مرتبكاً أمام هذه المعادلة، وشعر بالتهديد الذي تشكله هذه العالمة بالنسبة له.
في عام 1951 استجابت الدكتورة «سميرة موسى» إلى دعوة للسفر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقت موسى خلال زيارتها عروضًا لكي تبقى في الولايات المتحدة، لكنها رفضت بقولها: «ينتظرني وطن غالٍ يسمى مصر».
وقبل عودتها من الولايات المتحدة بأيام دُعيت لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في الـ 15 من شهر أب، وفي الطريق ظهرت سيارة نقل فجأة، لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقى بها في وادي عميق، فيما قفز سائق السيارة واختفى إلى الأبد، وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسماً مستعاراً وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها.
في إحدى رسائل سميرة موسى لوالدها قالت: «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة»، وعلق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة «حاجات كثيرة» كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكلفة.
وطبقاً للمراقبين في ذلك الوقت، فإن وقائع مقتل الدكتورة «سميرة موسى» تشير إلى وقوف جهاز الموساد الإسرائيلي وراء اغتيالها، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلى مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة.