العاهل السعودي يبعث ابنه إلى بيروت ودمشق

 

عُلم أن الملك السعودي عبد الله عقد اجتماعاً مع ابنه عبد العزيز ومعاونين آخرين بعد انتقاله إلى مقر النقاهة، وطلب التواصل سريعاً مع الرئيس السوري بشار الأسد، فكان له ذلك. وفي خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس السوري، أبلغه عبد الله أنه سيرسل في طلب الرئيس سعد الحريري لبحث ملف التسوية معه، وأنه سيوفد ابنه الأمير عبد العزيز إلى بيروت قريباً جداً لعقد لقاءات رفيعة المستوى، قبل أن ينتقل إلى دمشق لوضع اللمسات الأخيرة على التفاهم السوري ـــــ السعودي.

وقالت مصادر معنيّة لـ«الأخبار» إن «البحث تجاوز مرحلة التفاهم، وإن الجانب السعودي يبذل جهداً كبيراً في هذا الإطار»، مضيفة أن «الرئيس الحريري قبِل بنفسه بمجموعة من الإجراءات التي تُعيد النظر في علاقة لبنان بالمحكمة الدوليّة، ولكنّ الحريري، كما فريق 14 آذار وبعض الأفرقاء في العالم العربي، يدعون إلى جعل التفاهم يقوم بعد صدور القرار الاتهامي على خلفيّة أن التسوية نفسها لن تمنع صدور القرار الاتهامي بل ستُحبط أي انعكاسات سلبيّة له على الوضع الداخلي في لبنان». ومع أن المدّعي العام الدولي دانيال بلمار لم يعلن بدء تاريخ تحويله مسوّدة القرار الاتهامي إلى قاضي الإجراءات التمهيديّة، إلا أن الأوساط المعنيّة لم تستبعد أن يحصل «تأجيل إضافي لأسباب يتصل بعضها بمناخات الحوار الجارية، وبعضها الآخر بمناقشات قد تدور داخل المحكمة الدوليّة حول كيفيّة التعامل مع التطورات السياسيّة»، وخصوصاً أن الجانب الفرنسي كان قد أبلغ بلمار وآخرين في المحكمة بأنه يجب الأخذ في الاعتبار احتمال «حصول انعكاسات سلبيّة مدمّرة إذا صدر القرار الاتهامي الآن».

سليمان في الجنوب

من جهة أخرى، زار رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، يوم أمس، وحدات الجيش المنتشرة في الجنوب، وكذلك القوات الدوليّة الموجودة هناك. وقال، في كلمة ألقاها خلال اجتماع موسّع مع ضبّاط الجيش، إنه «يقتضي العمل من الجميع لتجاوز الأزمة السياسية التي نحن فيها، بالارتكاز على اتفاق بعبدا ـــــ القمة الثلاثيّة ـــــ التي انضم إليها رئيسا مجلس النواب والوزراء، إذ حصل تفاهم على تدارك الوضع ومنع الفتنة من أن تدخل إلى لبنان، لأن هذه الفتنة أُريد لها الدخول إلى لبنان، حيث اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشخصيات اللبنانية، لكنها لم تحصل، وذلك بفضل الجيش وبفضل الوعي لدى أهل الشهيد وعند الجهات الأخرى، حينها تداركنا الفتنة. فهل سنسمح لها بالدخول تحت ستار إسرائيلي أو ستار آخر؟ كما تسمعون من تصريحات، تقرأ قرارات وأحكام وتبصّر بالفنجان، وأنا رئيس دولة لم يقل أحد لي شيئاً عن القرار الظني، وهذا ما يثير العجب».

وأضاف سليمان، الذي سيُمضي وعائلته عطلة رأس السنة في دولة أوروبيّة، قد تكون إسبانيا، أن «سوريا والسعودية تعملان على إنجاز اتفاق يمنع الفتنة»، و«رئيس الجمهورية يعمل بدوره مع القيادتين السورية والسعودية ومع الأطراف الداخليّة والخارجيّة الأخرى، وكذلك رئيس الحكومة، يعمل في الاتجاه نفسه».

عون: أردنا تطبيق الدستور

من جهته، رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أن موضوع التصويت على ملف شهود الزور «فُهم خطأً. فعندما طلبنا التصويت عليه كنا نريد تطبيق الدستور لا نزع الصلاحيّة عن رئيس الجمهورية، وقصدنا دعمه في صلاحياته، لأنه هو الذي أقسم اليمين على الدستور وحمايته، واليوم أصبح هناك خلل في تطبيقه، ومن صلاحياته المحافظة على الدستور. واليوم هذه المحافظة تحصل بتطبيق المادة 65 من الدستور التي تقول إن القرارات تؤخذ بالتوافق، وإذا تعذر التوافق فبالتصويت».

وعن كلام وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن أن أعمال عنف ستحصل في لبنان، قال عون إنه وجّه سؤالاً إلى وزير الخارجيّة ليستدعي السفيرة البريطانية بعد كلام هيغ ويسأل علامَ ارتكز في كلامه، إلا أن «وزير الخارجيّة لم يجبنا، واليوم نسأل، إضافة إليه، وزيري الدفاع والداخلية، وهناك 4 أشخاص يتلقّون التقارير الأمنيّة الرسمية هم رئيسا الجمهوريّة والحكومة ووزيرا الداخليّة والدفاع، ولا أحد منهم شعر بأنه معنيّ ليجيب. ونسأل رئيس الجمهوريّة لماذا لم يطمئن في هذا المجال؟ ونتمنى كذلك من رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخليّة أن يجيبوا عن هذا الموضوع».

 

الأخبار