العثمانيون عنوان الجدل بالسينما التركية

باتت أمجاد الدولة العثمانية، عنوانا كبيرا لحالة من الجدل بشأن العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التركية، التي اعتبرها البعض تمجيدا لتلك الفترة التاريخية، بينما وضعت أعمال أخرى في خانة التشويه.

وقد عكس الأقبال المتزايد لمشاهدة فيلم «فتح القسطنطينية» الذي يعرض حاليا في تركيا، حالة الجدل المتزايد، حيث زاد مشاهدوه على أربعة ملايين خلال ثلاثة أسابيع فقط من بدء عرضه، وهو ما اعتبر مؤشرا على وجود حنين لدى الجيل الحالي من الأتراك لأمجاد الدولة العثمانية.

ويجسد شخصية السلطان محمد الفاتح، الفنان التركي دفريم أفين، بينما جسد شخصية «أولوباتلي حسن» الذي رفع علم الدولة العثمانية على أسوار القسطنطينية الفنان إبراهيم تشيليك كول، وأخرجه وأنتجه الفنان فاروق أك صوي.

وإلى جانب مشاركة عدد كبير من الفنانين الأتراك البارزين، شارك بالفيلم الذي استغرق إعداده نحو ثلاث سنوات وكلف 17 مليون دولار، عدد من المؤرخين لمراجعة أحداثه التاريخية.

تقول الطبيبة مروة درمة، التي كانت تقف في طابور طويل للحصول على تذكرة بإحدى دور السينما «هذا الفيلم يعبر عن بطولات العثمانيين، وبالتأكيد فإن الحقبة العثمانية مصدر فخر واعتزاز لعدد كبير من الأتراك المعاصرين». وردا على سؤال : هل هي إشارة لتصالح تركيا الحديثة مع تاريخها العثماني؟ قالت «نحن لم نتقاطع مع ذلك التاريخ، برغم كل المحاولات التي جرت لسلخنا عنه» مضيفة «جذورنا باقية حيثما بقيت إسطنبول وشواخصها الخالدة».

بموازاة هذا الفيلم، هناك العديد من الأعمال الفنية التي تعرضها الشاشات التلفزيونية التركية متناولة جوانب من التاريخ العثماني.

وإذا كان بعض الأتراك يرى في مسلسل (القرن المهيب) الذي تعرضه الفضائيات العربية باسم (حريم السلطان) تشويها متعمدا للتاريخ العثماني، فإن هذا الفيلم ومسلسلات أخرى، تمثل ردا غير مباشر على ذلك. وانعكاسا لاهتمام الأتراك بتاريخهم، فقد طالب أكثر من 75 ألف مواطن بوقف عرض هذا المسلسل الذي يعرض حياة القصور العثمانية الباذخة بعهد السلطان سليمان القانوني، باعتباره يهدف عمدا إلى تشويه القيم والرموز الوطنية والتاريخية، وجرح مشاعر الأتراك.