الصفحة الأخيرة_زياد غصن

العدوى الإيجابية في التمويل الصغير

اقتصادية

الإثنين,١٨ تموز ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم

سلامات

إلى الآن، لا يزالُ عدد القروض الممنوحة من قبل مؤسسات التمويل الصغير قليل، رغم أن هذه القروض بلا ضمانات، وبنسب فائدة متدنية.

إذاً إما أن الناس لم تعرف بعد بالمؤسسات المصرفية المعنية بتقديم التمويل الصغير. أو أنهم لا يعرفون كيفية الحصول على هذه القروض. أو أنهم لا يملكون فكرة مشروع يؤمن لهم دخلاً مناسباً.

والتفسير الرابع أن شريحة ليست قليلة من الناس تتوجس من خوض غمار تجربة المشروع الخاص.

قد لا يكون هناك سبب وحيد لتدني قيمة القروض الممنوحة في هذا المجال، وإنما جميع الأسباب المذكورة سابقاً لها حضورها المتباين بين شريحة اجتماعية وأخرى.

وعليه فإن التحدي اليوم يكمن في القدرة على الوصول إلى الناس، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة عن التمويل الصغير، ومن ثم مساعدتهم على تأسيس مشروعات صغيرة خاصة.

بالتأكيد مثل هذا العمل يبدو مجهداً بالنظر إلى حجم المناطق الريفية التي يستهدفها التمويل الصغير، وتالياً هناك صعوبة زمنية ولوجستية في الوصول إلى كل منطقة، وكل أسرة فيها.

لكن واستناداً إلى تجارب سابقة، فإن البديل المتاح يكمن في اعتماد مشروعات صغيرة منتقاة بعناية، وبما يتناسب مع احتياجات كل منطقة، بحيث تتحول إلى نماذج ناجحة يسهل تقليدها أو الاسترشاد بها من قبل أبناء كل منطقة. أي باختصار الاعتماد على العدوى المجتمعية الإيجابية.

لاحظوا معي أن جميع مشروعات القرى والمناطق الريفية والأحياء الحضرية بدأت بتجربة فردية ناجحة، جرى تقليدها واستنساخها لاحقاً، وأحياناً تطويرها من قبل البعض.

وهذا هو المطلوب تغذية العدوى الإيجابية لنقل الأفكار والمشروعات، توفير الدعم المجتمعي لها، واستبدال الخوف بالتصميم والإرادة على النجاح.


الصفحة الأخيرة
التمويل الصغير
مشاريع