العراق قبل الصومال في ذيل قائمة السلم العالمي

 

تقدم العراق على الصومال مرتبة واحدة في مؤشر السلم العالمي ليبقى في ذيل قائمة الدول التي لا تنعم بالسلام منذ احتلاله عام 2003.

وجاء العراق في المرتبة 152 قبل الصومال الذي وقع في ذيل القائمة بالمرتبة 153 لانعدام فرص السلام والحياة الطبيعية في هذين البلدين.

وتحرك العراق - حسب ميدل ايست اونلاين -  للمرة الاولى مرتبة واحدة منذ خمسة أعوام لكنه بقي في ذيل القائمة كأسوأ بلد يفتقر للسلام.

وكان مؤشر السلم العالمي قد وضع العراق في المرتبة 121 عام 2007 والمرتبة 140 عام 2008 والمرتبة 144 عام 2009 والمرتبة 149 عام 2010 ليرتفع مرتبة واحدة هذا العام ويترك مكانه للصومال، فيما تتقدم عليه في ظروف السلام السودان وافغانستان وكوريا الشمالية والكونغو.

ويصنف مؤشر السلم العالمي 153 دولة على اساس 23 عاملا تتعلق بالسلم والامان وطبيعة الحياة والعلاقة بين الحكومة والمواطنيين.

ويعد المؤشر معهد الاقتصاديات والسلام في استراليا، ويأخذ في الاعتبار عوامل الصراعات الخارجية والداخلية وقتلى الحروب وحقوق الانسان والاستقرار السياسي والقدرات العسكرية والعلاقات مع دول الجوار.

وحلت ايسلندا ونيوزيلندا واليابان في مقدمة الدول التي تعيش ظروف سلام متميزة، فيما جاءت بريطانيا في المرتبة 26، وحلت الولايات المتحدة في المرتبة 82.

وأرجع ستيف كيليليا مدير معهد الاقتصاديات والسلام التراجع في مؤشر هذا العام الى الصراع بين المواطنين والحكومات، فيما قدرت كلفة الحرب وانعدام السلم على الاقتصاد العالمي بـ 5 تريليون دولار.

وعبر باحث في الشأن العراقي عن خيبة أمله بالحال الذي وصل اليه العراق وصار في ذيل قائمة دول العالم أسوة ببلد كالصومال.

وقال في تصريح لـ"ميدل ايست اونلاين" من العاصمة البريطانية لندن "تقرير مؤشر السلم العالمي بمثابة إدانة لكل السياسيين المتنازعين على الحكم ورجال الدين المتواطئين معهم".

وأضاف الاستاذ في جامة لندن رافضاً ذكر أسمه "اننا نتحدث عن الديمقراطية في العراق الجديد، فيما المؤشرات تضعه في ذيل قائمة الدول المفتقدة الى أبسط شروط الحياة".

وكانت دراسة قد خلصت الى ان أكثر من 92600 مدني قتلوا في العنف المسلح في العراق من عام 2003 حتى عام 2008 وان قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة تتحمل معدلات عالية من القتل العشوائي للنساء والاطفال أكثر من قتلها المسلحين.

ويصعب على المؤسسات الدولية المستقلة الحصول على ارقام القتلى في العراق بعد تكتم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على الارقام الحقيقية للضحايا، والاكتفاء باعلان احصائيات حكومية يصفها المتابعون بأنها "غير واقعية".

وحلل باحثون بريطانيون وسويسريون بيانات مجموعة حصر القتلى في العراق (اي.بي.سي) المدافعة عن حقوق الانسان عن القتلى المدنيين في العراق من مارس/اذار عام 2003 الى مارس عام 2008 وخلصوا الى ان غالبية حوادث القتل ارتكبها جناة مجهولون في عمليات اعدام تنفذ خارج ساحات القضاء وفي تفجيرات انتحارية وقذائف مورتر.

لكن طبقا "لمؤشر الحرب القذرة" الذي وضعه الباحثون لقياس عدد النساء والاطفال القتلى بين المدنيين كان أداء قوات التحالف سيئا أيضا.

وخلصت الدراسة الى انه في عمليات قتل عشوائي للنساء والاطفال بلغت قراءة مؤشر الحرب القذرة بالنسبة لجناة مجهولين يطلقون قذائف مورتر 79 ومن يستخدمون سيارات ملغومة في هجمات غير انتحارية بلغت القراءة 54 بينما بلغت 69 في الهجمات الجوية لقوات التحالف.

وقال الباحثون انه فيما يتعلق بكل أنواع الاسلحة ونيران الاسلحة الصغيرة كانت قراءة مؤشر الحرب القذرة مرتفعة بالنسبة لقوات التحالف مقارنة بالقوات المعادية للتحالف.

وحرصت مادلين هسياو ري هيكس من معهد الطب النفسي في جامعة كينجز كوليدج في لندن التي قادت الدراسة ان هذا لا يعني ان قوات التحالف قتلت عددا أكبر من النساء والاطفال لكن كان هناك نسبة أعلى من النساء والاطفال بين المدنيين الذين قتلوا على أيدي قواتها.

وقالت ان من الاسباب المحتملة لارتفاع قراءة مؤشر الحرب القذرة بالنسبة للقوات التي تقودها الولايات المتحدة ان خصومها لا ينتمون الى قوة منظمة ولا يرتدون زيا موحدا ولذلك يصعب التفريق بينهم وبين المدنيين العاديين.

ومجموعة حصر القتلى في العراق هي مشروع غير حكومي يجمع التقارير الاعلامية عن القتلى المدنيين في العراق ويقارنها مع بيانات المستشفيات والمشارح ومنظمات غير حكومية اخرى ومع أرقام رسمية.

وانحسر العنف في العراق، لكن المصابين تذكرة مستمرة بالقتال الذي يقول مشروع "ايراك بودي كاونت" الذي يحصي القتلى في العراق انه أودى بحياة 100 الف عراقي منذ الغزو.

وتعتبر جماعة "ميرسي كور" وتتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها أن تقدير عدد المعاقين بمليونين فقط متحفظ. وقالت ان تعدادا للسكان عام 1977 سجل أن نسبة المعاقين حينذاك بلغت تسعة في المئة من سكان العراق الذين كانوا 12 مليون نسمة انذاك او نحو مليون.