العربي يلتقي وفداً من المعارضة السورية

 

التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأربعاء14 أيلول في مقر الجامعة وفداً من المعارضة السورية الذي يزور العاصمة المصرية القاهرة في إطار ما أسموه "أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري" الذي انطلق في القاهرة اعتبارا من السابع من أيلول وحتى الثالث عشر منه.

 

وشمل اللقاء الذي امتد لقرابة الساعة، تقديم وفد المعارضة السورية عدداً من المطالب إلى الأمين العام للجامعة في إطار سعي المعارضة لحشد الدعم السياسي والإنساني للشعب السوري. وأبرز هذه المطالب تجميد عضوية سورية في الجامعة، ورفع الشرعية عن الرئيس بشار الأسد، وإيجاد آليات وأساليب فورية وعملية لوقف عمليات القتل والقمع، وسحب كل الفرق العسكرية والقوة الأمنية من المدن والقرى والمحافظات السورية، وضمان حق التظاهر السلمي، وإيجاد آليات لتمكين دخول منظمات الإغاثة الدولية إلى سورية وبشكل خاص المناطق المنكوبة، وتمكين لجان التحقيق الدولية والعربية من دخول سوريا لتقصي الحقائق، وفرض حظر جوي وبحري على سورية، وتمكين وسائل الإعلام العربية والدولية من دخول البلاد لتغطية التظاهرات في سورية التي تدخل شهرها السادس.

 

وقال العربي لوفد المعارضة "طالبت الأسد بالوقف الفوري للعنف، بعدما سمعت إن هناك عقوبات جديدة على سورية، وإحالة الملف السوري للمحكمة الدولية"، مضيفاً أن "الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر بهذه الكيفية، ووضع حقوق الإنسان ليس شأناً داخلياً فحسب، بل خارجي أيضاً".

 

وبين العربي أن وفد الجامعة لن يعود إلى دمشق قبل الوقف الكامل للعنف، مشيراً إلى "أن القيادة السورية قالت إنها تقبل وقف العنف، لكن تجب ملاحقة من سمتهم بالمجرمين".

 

ولفت العربي خلال اللقاء إلى تلقيه اتصالاً هاتفيا من وزير الخارجية السوري وليد المعلم للاحتجاج على لقاء الأمين العام قبل أيام بالمعارض السوري البارز هيثم المالح رئيس مؤتمر إسطنبول ومؤتمر الإنقاذ الوطني.

 

من جانبه، قال فهد المصري المستشار السياسي والإعلامي لأبناء تجمع المعارضة السورية في الخارج، وأحد من حضروا لقاء أمين الجامعة لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "أعتبر هذا اللقاء تاريخياً كونه الأول الذي يجري بين معارضة عربية وأمين عام الجامعة العربية، ونحن نشكر العربي على استقباله وفتح أبواب الجامعة للاستماع لحقيقة ما يحدث في سورية، ونثمن عالياً تاريخ الدكتور نبيل العربي ومواقفه الشخصية وشعوره بالمسؤولية تجاه ما يحدث في سورية، وتأكدنا أنه يبدي حرصاً كبيراً على إيجاد مخرج للأزمة، ولمسنا تأثره العميق تجاه ما يحدث للشعب السوري".

 

وكشف المصري أن أمين الجامعة قد نقل لهم ما عرضه على الأسد بعقد لقاء بين السلطة والمعارضة السورية بكل أطيافها في مبنى الجامعة بالقاهرة، لكن الأسد رفض ذلك العرض وطلب أن يكون اللقاء في دمشق وليس القاهرة. وتابع "أبدينا خلال اللقاء أمنيتنا أن تكون الجامعة ضمير الأمة وليست جامعة للأنظمة العربية، وعن نفسي فقد نقلت لأمين الجامعة أن الشعب السوري في حالة يأس وإحباط من مواقف الدول العربية، كما نقلت له اعتقادي أن الشعب السوري إذا شعر بأن المجتمع الدولي والعربي قد تخليا عنه قد يلجأ حينها للدفاع عن نفسه، وحينها ستصبح سورية بؤرة للعنف والعنف المضاد، وذلك يعني أن سورية ستتحول إلى أن تكون ملاذا للمتطرفين، وحينها أيضا سوف تصبح سورية بؤرة لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، ووقتها سيدفع الجميع الثمن، لذا فإسقاط النظام السوري ضرورة للأمن القومي العربي والإقليمي"، على حد قوله.

 

يذكر أن الوفد السوري ضم عددا من الرموز المعارضة الأخرى، من بينها بسام إسحق مدير منظمة سواسية لحقوق الإنسان، والشيخ إسماعيل الخالدي نائب رئيس اتحاد العشائر السورية، والشيخ مرشد الخزنوي القيادي في الحركة الوطنية الكردية في سورية، والدكتور منذر باخوس الأكاديمي والناشط السياسي، والمعارض الكردي عبد القهار رانكو، والناشط السياسي فارس الشوفي.