العشر الأوائل من رمضان.. ضبوط تموينية ودراما تتصدر نسب المشاهدة!

العشر الأوائل من رمضان.. ضبوط تموينية ودراما تتصدر نسب المشاهدة!

شام إف إم - خاص
يرتبط شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص بما يُقدم على مائدتي الإفطار والسحور من جهة، وبالدراما من جهة أخرى، ومن هنا ينتقل المواطن، بوصفه مستهلكاً، إلى حقل التجربة الذي يختبر فيه أداء الحكومة من حيث محاسبة التجار والمستوردين المخالفين في إطار عملية ضبط أسعار الأسواق بشكل عام، والحرص على توفير المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن على مائدته خلال الشهر.
من جهة أخرى، وبما أن الدراما، تحولت مع مرور الزمن إلى طقس رمضاني بامتياز، فنجاح بعضها أو فشله، أمرٌ يعود بالدرجة الأولى لآراء المشاهدين وردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، والإحصائيات التي تقوم بها بعض الشركات للحصول على نسب مشاهدة تقريبية، وبذلك تتمحور حياة المواطن خلال الشهر الفضيل حول الأمرين السابق ذكرهما، فالصائم الذي يحصل على وجبة إفطار بأسعار ترضيه، وتناسب دخله، وشاشة صغيرة تعرض له قائمة مسلسلاته، يعيش الشهر، بطقسيه، وينسى، أو يتناسى، الأزمات الأخرى أو تبقى لبعض الوقت في خلفية اهتماماته.

 

وبعد انتهاء العشرة الأولى من رمضان، يمكننا رصد حركة طقسيّ الشهر، بدءاً مما كتبته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على صفحتها على «فيسبوك» وعبرت فيه عن أسفها لعدم التزام بعض المستوردين في دمشق بالأسعار خلال شهر رمضان، مشيرةً إلى عدد من المنتجات بالاسم، وموجهةً الشكر لآخرين، دون الإشارة إلى إمكانية تنفيذ عقوبات بحق المخالفين، ليوضح معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، جمال شعيب، لاحقاً أن المديرية اتخذت أقصى الإجراءات القانونية بحق أصحاب الفعاليات التجارية الذين لم يلتزموا بالأسعار التأشيرية الموضوعة من قبل مديرية الأسعار بالوزارة وقاموا ببيع منتجاتهم بسعر زائد.

وكانت نظمت مديريات التجارة الداخلية خلال الأسبوع الأول فقط من شهر رمضان قرابة الألف ضبط تمويني في جميع المحافظات تتوزع بين ضبوط بمخالفة البيع بسعر زائد وعدم مطابقة المواصفات والنوعية المطلوبة، إضافة لضبوط البيع من دون فواتير نظامية أو بيع مواد منتهية الصلاحية أو مهربة ومجهولة المصدر.

وسيراً باتجاه طقس الدراما، فبعض المكاتيب كانت، بحسب آراء الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، واضحةً من عنوانها، وبعضها الآخر، خيّب الآمال، ولكنها وبصورة عامة رسخت بالحلقات العشر الأولى منها، فكرة عودة الدراما السورية لسابق عهدها في عقول المشاهدين، وأينما حلت إحصائية ما، كانت الدراما السورية حاضرة في المرتبة الأولى أو الثانية على أسوأ تقدير.

ضبط الأسعار، لا خفضها، والتزام التجار والمستوردين بالتعليمات، وسير الدراما نحو فرض نفسها مجدداَ على الساحة العربية بوصفها منتجاً يحاكي توقعات المشاهدين وآمالهم، ولعلّه يمكننا القول إنه بتحقيق هذين الأمرين يستطيع المواطن الصائم أن يقترب من الشعور بشيء من الرضى لاجتيازه مشقات الحياة في الشهر الفضيل الذي يطل عليه للمرة التاسعة وهو ينتظر الفرج، وربما الفرح.