العطار مستاءة من اداء مشفى البيروني

فاجأت نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار مشفى البيروني الجامعي المتخصص بعلاج الأمراض السرطانية بزيارة تفقدية قبل أن ينهي عمال التنظيفات إزاحة أعقاب السجائر من أمام الباب الرئيسي وآثار المياه لم تجف بعد من الممرات علما بأن السيدة نائب رئيس الجمهورية وصلت عند الحادية عشرة من قبل ظهر أمس.
واستمعت العطار لأكثر من عشر دقائق لتقديم مدير المشفى وليد صالح حول آلية العمل والحاجة لرفع عدد الممرضات إلى أكثر من ألف ممرضة وممرض، فعدد المرضى أكثر من عدد الممرضين بثلاثة أضعاف. بحيث يتناسب مع عدد المرضى. وهو الأمر الذي استدعى هنا تدخل وزير التعليم العالي غياث بركات الذي حضر بمرافقة نائب رئيس الجمهورية ليبين أنه في البداية يجب ملء الشواغر الوظيفية في المشفى وبعد ذلك يمكن العمل على إعداد تشريع خاص حول زيادة ملاك المشفى.
نائب رئيس الجمهورية سردت حالة وفاة لمريضة تم حقن الجرعة لها تحت الجلد وليس في الوريد وأنه على الرغم من تأكيد المريضة أنها تتألم لم يقدم لها أحد المساعدة، وهو الأمر الذي أدى إلى وفاة المريضة لاحقاً.
وتابعت نائب رئيس الجمهورية: إنه من غير المعقول أن يكون هناك فقط ممرضتان تعملان من الصباح إلى المساء، على حين يجلس البقية، في حين أن هاتين الممرضتين لديهما أحوال مادية ضعيفة وهذه نقطة مهمة يجب التشديد عليها. لذا فإن جهداً كهذا سيؤدي بالنتيجة بالممرضة إلى أن تضع إبرة الحقن ليس في الوريد وإنما تحت الجلد مع عدم إعفائها من المسؤولية.
كذلك رأت نائب رئيس الجمهورية: أنه من المستحيل أن يجلس طبيب واحد ينتظر أفواجاً من المرضى وهو الأمر الذي يضطره لكتابة الوصفة مسبقاً ومن ثم ينتظر التحليل ليعدل حينها من الوصفة أو لا.فهذا كلام لا يمكن أن يعبر عن واقع صحي في مشفى مثل البيروني ولا يجب بأي شكل من الأشكال السماح بذلك فعلى الطبيب كتابة الوصفة بعد معاينة المريض والاطلاع على نتائج التحاليل الطبية.
كذلك شددت نائب رئيس الجمهورية على أن العملية الإدارية في المشفى لا تسير كما يرام ويجب تنظيم العمل ولا يجوز استمرار ذلك وتساءلت: ماذا يفعل المريض إذا ما حصل له شيء لا سمح الله؟
العطار أكدت في نهاية الاجتماع أنها لم تأت للتفتيش بل لرؤية احتياجات المشفى وتلبيتها فهذا المشهد رأته خلال جولتها في المشفى التي شملت أقسام التحليل والعيادات الخارجية إضافة إلى قسم إعطاء الجرعات اليومية.
وأضافت العطار: إن وضع المشفى الإداري بحاجة إلى حل جذري وحقيقي وأكدت ضرورة عدم الاتكاء على الخطأ، بل يجب العمل الحثيث لمعالجة جميع المسائل العالقة من كوادر بشرية ضرورية وغيرها.
وبينت أن الكثير من هذه الإشكالات بسيط ويمكن معالجته وحله بسلاسة وخصوصاً مشكلة القادمين من المناطق البعيدة الذين قد تكون أبسط احتياجاتهم سندويشة وكأس ماء.
وأكدت العطار أنه يجب زيادة تعويضات الممرضين والممرضات لأن ما يقومون به عمل شاق ومجهد وأكدت أن مسائل مثل عدم حضور الأطباء في المشفى أو دوامهم لساعات محدودة يجب أن تنتهي فبعض الأطباء لا يمنح المشفى شرف التزامه.
كذلك استغربت نائب رئيس الجمهورية وجود صيدلانية واحدة تعمل في صيدلية المشفى التي تغلق في الساعة الثانية ظهراً.
وبينت العطار في الختام أن جولتها تأتي في إطار ما تقوم به الدولة لإعادة التفكير في صيغة تنظيمية مختلفة حتى لو تمت الاستعانة بشركات لها خبرة في إدارة المشافي. وخصوصاً مع هذا التدفق البشري الذي يجب أن نتعامل معه بإنسانية. وتمنت نائب رئيس الجمهورية عدم تكرار ما أشيع سابقاً حول إعطاء نصف الجرعة للمريض لأن ذلك لا يفيد في علاج أي مرض. كما أكدت نائب رئيس الجمهورية أن وزارتي التعليم والصحة بحاجة إلى إعادة النظر بتكوين الكوادر، واستقطابها وتأمين المستلزمات. لأنه من غير الواقعي التوقف عند مسائل مثل الاعتماد وغيرها ذلك أنه من غير اللائق التوقف عند وضع سيئ مهما كانت الأسباب.
شام نيوز - الوطن