العلامة البوطي ينتقد فتاوى البعض بمنع زيارة المسجد الأقصى الشريف

انتقد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي فتاوى البعض بمنع زيارة المسجد الأقصى الشريف في الوقت الذي يقضي فيه هؤلاء معظم أوقاتهم مع الأمريكي والمتصهين الذي يستهدف الأمة العربية والاسلامية مبينا أن هذه الفتاوى إنما يقف خلفها الفكر الصهيوني الذي يستهدف المقاومة ومن يقف وراءها من دول وقوى داعمة لها.

وقال العلامة البوطي في خطبة الجمعة اليوم "لقد كانوا إبان الاحتلال الصليبي يزورون المسجد الاقصى لكنهم لم يكونوا يتصورون ان زيارتهم له اعتراف بهؤلاء الصليبيين وان عملهم حق ولكنهم كانوا يعلمون ويتصورون ان زيارتهم للمسجد الاقصى تحد لوجودهم ومواصلة وتجديد لعهد الله عز وجل الذي ابرموه في حق أنفسهم ان يصدوا ذلك العدوان فيا عجبا من اين انبثقت هذه الفتوى الغريبة العجيبة وانا كنت ولا أزال ممن يحتاط في امور دينه وهذا من فضل الله علي نبشت وبحثت واتهمت علمي وادراكي ولكن لم اجد في الائمة السالفين من قال هذا ولم أجد في أصحاب رسول الله من انقطع عن زيارة المسجد الأقصى أثناء احتلال الرومان له ثم اني أنظر فأجد العجب الذي لا تفسير له ".

وأضاف العلامة البوطي.. "أنظر إلى الذين يروجون هذا الفكر ويتبنونه فإذا بهم يغدون ويروحون مع القوى التي احتلت فلسطين والمسجد الأقصى ومجالسهم على موائد مستديرة معروفة وموثقة ومصورة ثم إنهم بعد هذا يقولون ما ينبغي أن نزور المسجد الأقصى لأن ذلك اعتراف بأحقية الاحتلال فكيف نوفق بين هذا الإخاء العجيب الغريب الذي لا عهد لنا به بينهم وبين العدو الاسرائيلي وبين هذه الفتوى الغريبة والعجيبة.

وأكد العلامة البوطي أن العالم من حولنا تضافر واجتمعت كلمته تحت لواء القوى الصهيونية والعدو الاسرائيلي الذي يحتل أرضنا ومقدساتنا وقال "لقد اجتمعت كلمة العالم من حولنا على اجتثاث كل ما اسمه مقاومة لهذا العدو الاسرائيلي الذي جاء يعلن حربه على الإسلام والمسلمين جميعا وهذه هي القصة وقد شاء الله وهذا شرف كبير لنا أن تتمركز العداوة وأن تتمركز الحرب من هذه القوى المتضافرة على هذه الأرض المباركة المقدسة وعلى الذين شرفهم بالمقاومة فيها ولكن يجب أن نتحاشى هذا العدوان وذلك من خلال كلمات موجزة مختصرة نابعة من بيان الله القائل.."إن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمر وهم مهتدون".

ودعا العلامة البوطي إلى تدبر أمر هذا البيان الالهي الهابط إلينا من الملء الأعلى وأن نعاهد الله في ظل هذا الكلام قادة وجيشا وشعبا وأمنا على اختلاف الفئات على أن نرسخ إيماننا بالله الذي ليس لنا غيره وأن نتحاشى الظلم الذي هو نوعان أخطرهما ظلم الإنسان لنفسه ونعاهد الله على التوبة وعدم ظلم أنفسنا وعلى ألا يظلم بعضنا بعضا وأن نعاهد الله على أن نكون حراسا للعدالة وأن نتسامى عن الظلم.

وختم العلامة البوطي خطبته بالقول.. "أدعو إلى هذا العهد مع الله قادتنا وأسأل الله معهم التوفيق والسير على صراطه ولجيشنا التوفيق وأن يجعله الله من حراس مبادئه وقيمه وشعبنا على اختلاف فئاته ومستوياته.. أدعو نفسي والأخوة جميعا الذين تحتضنهم هذه الأرض المباركة وشرفهم الله بالمقام بها أن نكون مصداق هذه الآية الكريمة في كتابه الكريم وهو كلام حق وان صدقنا وعاهدنا الله عز وجل على هذا فسوف تظلنا سحابة رحمانية من الأمن الآتي من عنده سبحانه ولن يستطيع عدو أن يتغشانا بسوء ولن تستطيع عداوة العالم اجمع أن تنال من أرضنا المباركة منالا وأن تنال من أمة المصطفى منالاً ".