العودة إلى الحكاية الفلسطينية الأصلية.. من خلال الروايات!

لين حمدان - شام إف إم
منذ بدء عملية طوفان الأقصى والعيون موجهة نحو فلسطين، وبعد سقوط أكثر من 15 ألف شهيد نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة، ما زال العالم غير قادر على ردع هذه المجازر بحق الأطفال والنساء والمرضى.
حاول الكثيرون الالتفاف على عجزهم الكبير أمام ما يحدث، بالتعاطف والتضامن على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن اجتهد كثيرًا عاد إلى تاريخ النكبة لفهم الحكاية بصورتها الكاملة، ومن حمل هذه القضية فوق أكتافه رجع إلى ما هو أعمق من التاريخ، عاد إلى الحكايات الأصلية والتغريبة الأساسية، من خلال كلمات وروايات تحدثت ووثقت وجسدت آلام الفلسطينيين، ليعيش ما حدث ولو حتى في خياله.
حاولنا في هذه المادة تزويدكم بأبرز الروايات التي تحدثت عن القضية الفلسطينية، بعيون أشهر الأدباء العرب.
عائد إلى حيفا – غسان كنفاني
"كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيراً يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود"
سنة 1969، نشر الكاتب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني رواية "عائد إلى حيفا"، والتي اعتبرت من أهم الروايات في الأدب المعاصر، وترجمت إلى الإنكليزية واليابانية والروسية. وتروي حكاية أب وأم (سعيد وصفية) يغادران منزلهما خلال النكبة عام 1948 ولا يستطيعان أخذ ولدهما، ليرجعا بعد عشرين عامًا ويصدمان مما صار عليه الطفل. العمل تحول إلى مسلسل درامي سوري، من بطولة سلوم حداد ونورمان أسعد، وإخراج باسل الخطيب.
الطنطورية – رضوى عاشور
الدراسة المطولة للكاتبة المصرية رضوى عاشور في مجال الأدب والترجمة والتاريخ، ساعدتها على أن توثق مجموعة من الأحداث التاريخية من خلال رواياتها.
ففي الطنطورية تتحدث عاشور عن عائلة فلسطينية تعيش في منطقة تسمى "الطنطورية"، وتروي تفاصيل المجزرة التي تعرضوا لها سنة 1948، وتواكب ما يجري مع العائلة حتى سنة النكسة 1967. يُذكر أن رضوى هي زوجة الأديب الراحل مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر تميم البرغوثي.
رأيتُ رام اللّه – مريد البرغوثي
يروي الكاتب في هذه الرواية تجربته الشخصية، عن عودته إلى دياره في دير غسانة بعد 30 عاماً من التهجير القسري. وتُقسَّم الرواية إلى 9 فصول، تبدأ من رحلة الجسر ثم انتظاره الحصول على تصريح دخول، وتنتقل إلى سرد الأحداث وتوثيقها من خلال المقارنة بين الأمس واليوم، لتنتهي بوصف الليلة الأخيرة له في رام الله قبل عودته إلى الجسر. وحققت "رأيتّ رام اللّه" أصداء قوية في المنطقة العربيّة، ما أدى إلى فوزها بجائزة نجيب محفوظ للإبداع في مجال الأدب.
باب الشمس – إلياس خوري
تتحدث الرواية عن يونس الأسدي الذي يعيش في مُخيم من مخيمات اللاجئين ويتسلَّل للعودة إلى فلسطين حتى يتسنى له مُقابلة زوجته التي تركها هُناك في “باب الشمس”.
وتستمر الحكايات والقصص في باب الشمس بين يونس ووالده وأصحابه، لتعكس واقع المقاومة الفلسطينية وارتباطها بمُخيّمات اللاجئين في لبنان، وما يلاحقها من مُشكلات وصراعات، وفي سنة 2005، تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي من إخراج المخرج المصري يسري نصرالله.