الغوطة الشرقية خلال تاريخ الحرب

شام إف إم - علي حسن
تتصدّر الغوطة الشرقية لدمشق نشرات الأخبار وعناوين الصحف وباتت الاسم الأول على محرّكات البحث، فكيف عايشت هذه المنطقة سنوات الحرب وصولاً إلى يومنا هذا.
تعتبر الغوطة الشرقية من أوائل المناطق التي شهدت احتجاجات في العام 2011، وكذلك كانت من أوائل المناطق التي حملت السلاح بوجه الدولة السورية، مكشلة ميليشيات صغيرة تحت مسمّى «الجيش الحر».
مع حلول عام 2012 بدأت بعض الدول الغربية والعربية بدعم المعارضة بالمال والسلاح، وبدأ تمدد الميليشيات في بلدات الغوطة الشرقية.
• في تموز من عام 2012، هز تفجير عنيف أركان الأمن القومي وسط العاصمة دمشق ما أدى لاستشهاد أعضاء خلية الأزمة، وأعلنت ميليشيات الغوطة حينها مسؤوليتها عن التفجير، وبدأت بشكل متزامن ما سمّته «معركة دمشق الكبرى».
في آب 2012 كان «هجوم الكيماوي» والذي ذهب ضحيته العشرات واتهمت السلطات السورية حينها قيام فصائل المعارضة بافتعال الهجوم وتلفيق الاكاذيب لإلصاقها بالدولة السورية.
• صعّد المسلحون هجماتهم في العام 2013 محاولين خرق أمن العاصمة، مستهدفين عبر السيارات المفخخة والقذائف الصاروخية المناطق السكنية، إلى أن أطلقوا هجوماً واسعاً باتجاه منطقة عدرا العمالية شمال شرقي العاصمة مرتكبين مجزرة بحق نحو خمسين مدنياً، فضلاً عن اختطافهم واقتيادهم لنحو 200 شخصاً انتقوهم وفقاً لانتماءاتهم الطائفية.
وتضم الغوطة الشرقية عشرات المقرات المعروفة بسجون التوبة التابعة لـ «جيش الإسلام» وتحوي المئات من المخطوفين المدنيين والعسكريين، ونشر جيش الإسلام صورهم قبل سنوات داخل أقفاص في مشهد وصفته الأمم المتحدة .بـ "اللا إنساني".
• مع نهاية العام 2013 بدأت دمشق تلتقط أنفاسها، واستكملت التحضيرات لعملية درع العاصمة وتأمين زنّار نار حول دمشق والبدء أيضاً بتطويق الغوطة الشرقية.
• حمل العام 2014 في جعبته إنجاز وُصف بأنه الأهم في تلك المرحلة، وهو تحرير بلدة المليحة، وبعد أسابيع قليلة تمكن الجيش السوري من استعادة مطار مرج السلطان.
• مع نهاية العام 2014 شنت ميليشيات الغوطة الشرقية هجوماً عنيفاً باتجاه منطقة الدخانية شرقي دمشق، محدثة بذلك خرقاً باتجاه العاصمة، إلّا أن عمليات الجيش تمكنت من رد الهجوم وإعادة خارطة السيطرة إلى ما كانت عليه.
• انتهى عام 2015 بمقتل زهران علوش متزعم ميليشيا «جيش الإسلام» بغارة جوية سورية روسية مشتركة.
• بدأ المشهد الميداني مختلفاً في العام 2017 ، هدوء نسبي خيم على الدمشقيين، إذ أرخت المفاوضات السياسة بظلالها على البلاد.
• في آذار 2017 هجوم هو الأعنف من جهة حي القابون باتجاه منطقة كراجات العباسيين ومدينة حرستا تمكن الجيش من استيعابه.
• وفي نيسان 2017 دخلت الغوطة الشرقية ضمن اتفاق تخفيض التوتر والذي كان أحد مخرجات مؤتمر أستنا، وظل الهدوء مرافقاً لها وللعاصمة دمشق إلى أن حاول المسلحون مرة أخرى في بداية العام 2018 خرق خطوط الجيش، مهاجمين إدارة المركبات الكائنة بحرستا، متمكنين من التقدم ومحاصرة بعض النقاط العسكرية داخل الإدارة، الأمر الذي دفع الجيش إلى استقدام قوات عالية الجاهزية، متمكناً بذلك من فك الطوق عن المحاصرين وإعادة خارطة السيطرة إلى ما كانت عليه.