الغوطة الشرقية.. هدوء ما قبل العاصفة والسيناريوهات المحتملة

خاص – شام اف ام
هدوء حذرُ يلفّ دمشق بعد أربعة أيام هادئة لم يسجّل خلالها انفجار أي قذيفة هاون داخل المدينة، وعدد محدود على أطرافها بمنطقة ضاحية الأسد، وسبق هذا الهدوء عاصفة من التصعيد "الدموي" الذي خلّف عشرات الشهداء والجرحى إثر سقوط ما يزيد عن 150 قذيفة هاون خلال فترة زمنية لا تتجاوز الأسبوعين.
بالمقابل، توقّفت الطلعات الجوية والاستهدافات المدفعية بشكل متزامن، ولم يسجّل تحليق للطيران الحربي منذ أربعة أيام أيضاً، بعد أن جابه الجيش السوري قذائف الهاون بوابل من الطلعات الجوية والاستهدافات المدفعية والصاروخية على مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، وسمع سكان دمشق دوي المعارك بوضوح لا سيّما على محاور المدينة القديمة، وأحياء شرق العاصمة، إلى أن هدأت وتيرة العملية العسكرية أيضاً في جانب مناطق سيطرة الجيش.
لا تصريحات رسميّة حول "التهدئة" إلا أن مصادر متابعة ترى فيها "هدوءاً يسبق العاصفة" بعد انتشار عشرات الفيديوهات التي تظهر حشوداً عسكرية، وآليات ثقيلة تتجه إلى أطراف الغوطة الشرقية، "تمهيداً للبدء بعملية عسكرية واسعة".
سيناريوهات الغوطة
لا تنفي المصادر الميدانية التحضيرات العسكرية الضخمة التي توجّهت إلى أطراف الغوطة الشرقية، لكنها بذات الوقت لا تؤكّد نيّة الجيش السوري بالقيام بهذه العملية، وتبقى الأنباء في إطار التكهّنات أو المعلومات التي تكون متضاربة أحياناً.
وتقول المصادر فيما لو صحّ سيناريو العملية العسكرية فإنها قد تكون عملية جزئية على محوري جوبر وحرستا، وهما المنطقتان اللتان تنتشر فيهما فصائل فيلق الرحمن وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، والمسؤولان عن إطلاق مئات قذائف الهاون على العاصمة دمشق.
بالمقابل، يرجّح محللون أن يكون العمل العسكري على نطاق واسع يشمل أجزاء كبيرة من الغوطة الشرقية، وبالتالي قد تكون بمثابة الجبهة المفتوحة، ومن المتوقع أيضاً بالمقابل سقوط عشرات قذائف الهاون على دمشق.
أما الاحتمال الثالث، فهو ما ورد ضمن صفحات جريدة الوطن، من معلومات تتحدث عن "مفاوضات ماراثونية تجري عبر وسطاء مع الفصائل المسلحة بشأن التوصل إلى تسوية برعاية روسية، وفق ما أفادت مصادر مطلعة على ملف المصالحات".
وبالتالي، قد يوفّر مسلحو الغوطة على أنفسهم عناء معركة خاسرة، وبالتالي يرضخون لتسوية مشابهة لتلك التي جرت في حلب، بخروج من يرفض التسوية، وبقاء من يرغب، وتجنيب المنطقة ومن فيها من مدنيين، عملية عسكرية واسعة، ستؤدي في نهايتها حُكماً لذات شروط التسوية.
هدوءٌ حرّك المياه الراكدة مع موجة أمطار غزيرة، وتنفّس سكان شرق دمشق الصعداء رغم برودة الطقس النسبيّة، و"تكهّنات" بمفاوضات تدور في الغُرف المغلقة حول مصير الغوطة الشرقيّة أو أجزاءٍ منها، علماً أن مساعدات غذائية دخلت لغوطة دمشق بالتزامن مع ساعات التهدئة.
في السياق، تنتشر إشاعات (لا سيّما في مناطق شرق دمشق المتاخمة لخطوط التماس في حيي العباسيين والتجارة) عن طلبات إخلاء منازل المدنيين "بسبب توتر مرتقب".
وبعد تواصل شام إف إم مع عدة مصادر رسمية، أكّدت جميعها عدم صحّة هذه المعلومات، ونفت قيام أي جهة رسمية بالطلب من الأهالي ترك منازلهم أو ممتلكاتهم.
وسبق وحصلت حوادث مشابهة، وكان وراء هذه الإشاعات عصابات سرقة، تدفع الناس لترك منازلهم، لتدخلها بسهولة وتسرق ما بداخلها.