الغوطة من القتال إلى العمل.. كيف سيؤثر تحريرها على اقتصاد دمشق؟

الغوطة من القتال إلى العمل.. كيف سيؤثر تحريرها على اقتصاد دمشق؟

شام إف إم – شاميرام درويش

لم تعد غوطة دمشق الشرقية ساحة قتالٍ كما عرفنها خلال السنوات السبع الماضية، هي التي حفظت من لحظات الدمشقيين وضحكاتهم ورحلاتهم في أرضها ما حفظت، فبعد أن كانت مورد الغذاء لدمشق باتت بسبب مسلحيها مصدراً لقذائف الموت والألم  لسنوات، وها هي تبدأ اليوم رحلة التعافي وتخطو خطوتها الأولى باتجاه عودة الحياة والعمل، فكيف سيؤثر تحرير الغوطة الشرقية من الناحية الاقتصادية على واقع الحياة في دمشق؟

أفادت معلومات صحفية أن الأسواق الاقتصادية شهدت انخفاضاً بسيطاً في أسعار بعض المواد الغذائية، وأكدت الباحثة الاقتصادية نسرين زريق في حديث خاص لـ «شام إف إم» أن تحرير الغوطة الشرقية سيكون له أثر كبير على تحسن أسعار الخضروات والمواد الغذائية الأولية لكون الغوطة هي "مستودع" الأمن الغذائي لدمشق، مشيرةً إلى أن سرعة ملاحظة هذا التأثير على الواقع مرتبطة بحجم الخراب والضرر الذي حل بهذه الأراضي.

وأوضحت زريق أن عودة الأراضي الزراعية تغني عن استيراد العديد من المواد الغذائية الأولية، وبالتالي تنخفض تكلفتها بشكل مباشر، لكون نقل البضاعة من الغوطة باتجاه العاصمة يعتبر أخفض من ناحية الإنتاج والوصول السريع والنقل، إلى جانب التأثير على أسعار اللحوم.

وأضافت الباحثة زريق: "أي تخفيف بسيط في الأسعار والميزانية سيكون له أثر إيجابي على حياة المواطن اليومية، ومن المتوقع أن يكون الانخفاص بنسبة 20% على الأقل في أسعار المواد الغذائية الأولية وهي نسبة تتزايد مع مرور السنوات".

أما بالنسبة لموضوع الصرف قالت زريق: "من المتوقع أن يكون هناك ارتفاع بسيط في سعر الدولار نتيجة تحرير الغوطة، وذلك لأن المجموعات الإرهابية عند خروجها من منطقة معينة تأخذ العملة معها لتتعامل بها لاحقاً إذ أنها تحول مدخراتها إلى الدولار ما يؤدي لزيادة الطلب عليه وبالتالي ارتفاعه، كما حدث عند تحرير حلب ودير الزور".