الـ "لانش بوكس".. بين الموضة والحاجة الحقيقية في ظل الحالة الاقتصادية الراهنة

رزان حبش – شام إف إم
مع مطلع العام الدراسي الجديد، وبدء الدوام اليومي للطلاب، يدخل معظم الآباء والأمهات في سباق صباحي مع الزمن، لإيقاظ أولادهم وبناتهم، وتجهيز الملابس المدرسية، وترتيب الحقائب، وتوضيب الطعام!
وكثيراً ما لوحظ مع بداية العام الدراسي الحالي الإقبال الكبير على صناديق الطعام أو المعروفة بالـ "لانش بوكس" وخصوصاً بعد انتشارها بشكل كثيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح مطلباً من مطالب الأطفال.
وحول ذلك قالت الاستشارية التربوية والتعليمية رولا بريمو لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" إن علب الطعام هذه تحولت إلى منافسة تجارية بين المحال لبيع أكبر عدد ممكن من الصناديق، أكثر من كونها حاجة أساسية للطالب.
وبيّنت بريمو خلال حديثها عن تزيين الطعام بشكل مميز ليزيد من رغبة الطفل بتناول الطعام، أن ذلك يقتصر فقط على الأطفال الذين يعانون من مشاكل كقلة الشهية أو صعوبة تناول الطعام.
من جانبٍ آخر، أشارت بريمو إلى أن الأطفال عندما يفتحون محفظة الطعام فإنهم يتواصلون عبر المشاعر مع ذويهم، ويتم ذلك عن طريق تحضير ما يحبه الطفل بعيداً عن الأطعمة الجاهزة، وإبداء بذل الجهد من خلال تحضير "الساندويش" أو تقشير الخضار كالخيار، وغير ذلك من الأمور.
ونوّهت الاستشارية التربوية إلى أن تضمين الـ "لانش بوكس" أنواع أطعمة مكلفة، قد يثير شهوة الأطفال الآخرين والذين قد يكون آباؤهم غير قادرين على توفيرها لهم، ما قد يشكل حواجز عاطفية ونقمة بينهم، ويمكن أن يفتح باباً للتنمر أيضاً.
كما لفتت بريمو إلى أنه من المهم أن تتمتع الأم بالوعي الكافي لعدم الانجرار وراء الـ "تريندات"، لكي لا تتحول المشاعر العاطفية التي تربط الأهل بأطفالهم إلى مشاعر تحكمها الماديات، لأن دعم شخصية الطفل عن طريق الأمور المادية هو إضعاف لها.
الاستجابة للموضة ليست دوماً حلاً جيداً، فكل شيء في الحياة يجب أن يخضع للمحاكمة العقلية، والعقل البشري قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، لذا يجب موازنة الأمور والتمتع بالوسطية.