الـ «نيوترينو» نجم الأوساط العلمية في 2011

أصبح النيوترينو نجم اوساط العلوم في العام 2011 فمن خلال سرعته التي تفوق سرعة الضوء هز هذا الجسيم الصغير غير المعروف كثيرا قناعات علماء الفيزياء حول نظرية اينشتاين.

لا يسع غالبية الخبراء حتى الان ان تصدقوا ان جزئية اولية من المادة تمكنت من تجاوز سرعة الضوء التي تعتبر «الحدود التي لا يمكن تجاوزها» في نظرية اينشتاين حول النسبية.

هم يحاولون جاهدين ايجاد الخلل الذي يقف برأيهم وراء هذا الاكتشاف الذي ينال من «المقدسات».

وقد حل الخبر كالصاعقة نهاية سبتمبر عندما اعلن خبراء في التجربة الدولية «أوبرا» انهم رصدوا «نيوترينو» تجتاز مسافة 730 كيلومترا فاصلة بين المركز الاوروبي للبحث النووي (سيرن) في جنيف ومختبر غران ساسو (ايطاليا) المقام تحت الارض بسرعة حوالي ستة كيلومترات في الثانية اي اسرع من الفوتون.

وبكلام اخر ففي سباق يمتد على 730 كيلومترا ستجتاز الـ «نيوترينو» خط النهاية متقدمة عشرين مترا على الضوء.

يقول الفونس فيبير الخبير في فيزياء الجزئيات في جامعة اكسفورد البريطانية «لا اعرف احدا يمكنه التوفيق بين هذه القياسات والنظريات القائمة حاليا. الا في حال حصول خطأ ما»، ونتائج تجربة «اوبرا» اتت ثمرة ثلاث سنوات من المعطيات والبيانات ومراقبة اكثر من 15 الف نيوترينو مع هامش خطأ قياسي لا يزيد على 10 مليارات من الثانية.

وتنتظر الاوساط العلمية بفارغ الصبر تاليا نتائج تجارب مماثلة مينوس في الولايات المتحدة وتي 2 كاي في اليابان، املة ان تعيد الاعتبار الى نظرية اينشتاين التي تم التحقق منها مرات عديدة وبقياسات مختلفة.. في غضون قرن من الزمن.

وفي حين يثير هذا الامر حماسة بعض المنظرين الذين يحلمون بعالم بأبعاد خمسة او اكثر، ويتصورون حتى احتمال السفر في الزمن، فان فكرة النيوترينو التي تفوق سرعته سرعة الضوء تثير بشكل عام انزعاج غالبية الاخصائيين.

فغالبيتهم يرفضون في مجالسهم الخاصة القبول بصحة قياسات تجربة «أوبرا».

بعضهم يكشف عن تشكيكه علنا حتى، على غرار عالم الفيزياء البريطاني جيم الخليلي.

وقال نجم الافلام الوثائقية لدى «بي. بي. سي» «في حال ثبتت نتائج تجربة سيرن وتبين ان النيوترينو يفوق سرعة الضوء فاني سآكل سروالي الداخلي مباشرة عبر التلفزيون».

خبراء تجربة «أوبرا» تحققوا من كل القياسات والثوابت قبل ان يضعوا هذه القنبلة العلمية بين ايدي زملائهم.

وكانوا اول من دهش بالنتيجة غير المعقولة.

ويؤكد داريو اوتييرو الباحث في معهد الفيزياء النووية في ليون والمسؤول عن تحليل قياسات «اوبرا»، «لم اكن اتوقع ذلك البتة لقد امضينا ستة اشهر ونحن نعيد التجربة من الصفر».

واستعان العلماء بخبراء مستقلين كبار لاعادة ضبط اجهزة القياس وتحققوا من عمليات المسح الطوبوغرافي ومن نفق الجزئيات واخذوا بالاعتبار حتى انحراف القارات والزلزال المدمر في اكويلا. الا ان القياسات بقيت هي ذاتها. وفي حال تأكد الامر من خلال تجارب مستقلة هذا لن يعني بالضرورة ان اينشتاين قد اخطأ.

ويلخص بيار بينتروي مدير مختبر جزئيات الفضاء والكونيات في باريس «اينشتاين لم يثبت ان نيوتن اخطأ بل وجد نظرية اشمل» ويمكن تاليا تصور ان نظرية اينشتاين «صالحة في بعض المجالات الا ان ثمة نظرية اشمل منها».

وهذا الاحتمال يثير لا شك حماسة محبي الخيال العلمي الا انه حتى علماء الفيزياء الفلكية الاكثر حماسة يقرون بأن هذا الاكتشاف لن يكون له ادنى تأثير على حياة المواطن العادي.

 

 

شام نيوز - ا ف  ب