الـ"طاءات" تنشط في رمضان!!

مع بدء حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تنشط العديد من المهن التي ترتبط منتجاتها بهذا الشهر المبارك حيث يعد رمضان موسماً هاماً لأصحاب عدد من المهن والباعة الذين تنتعش فيه أرباحهم مع الإقبال الكبير على شراء وطلب سلعهم على اختلاف أنواعها.

 

وتعد مهنة الطباعة واحدة من المهن التي تزدهر خلال هذا الشهر حيث تقلع الآلات الطباعية لطباعة الكثير من المطبوعات وإمساكيات رمضان التي تمثل روزنامة مخصصة لرمضان دون غيره.

 

وقبل بدء شهر الصوم وأثنائه ينشط مصممو الإمساكيات الخاصة بالشهر الفضيل حيث يلجأ أصحاب المطابع إلى الاستعانة بهم لتصميم الإمساكيات وغيرها التي تكون بناء على طلب شركات ومطاعم ومقاه ومحلات اذ يعتبر طالبوها أن توزيع الإمساكية على الناس مجاناً نوعاً من الثواب لاحتوائها صور المسجد الحرام والكعبة الشريفة وايات كريمة الى جانب كونها تغدو كنوع من الدعاية لمحلاتهم وخاصة أن اسم المحل أو الشركة يكون مكتوباً عليها.

 

ويقول نذير اللافي الذي يعمل في مجال الطباعة ..نقوم بتجهيز العديد من التصاميم التي سنطبعها قبل فترة من شهر رمضان المبارك بحيث يختار الزبائن من التجار والمعلنين الشكل الملائم لهم الذي يعجبهم لجعله النموذج المطلوب للترويج لبضائعه وتجارته موضحاً أن مرحلة إصدار وطباعة الإمساكية تمر بعدة مراحل تبدأ من تصميم الفكرة المقترحة إلى تحضيرها ثم تصويرها وإجراء عملية مونتاج لها وطباعتها على بلاكات تمهيداً لطباعتها على الورق بالقياس المرغوب الذي يختلف حسب نوعية الورق فمنها مايطبع على ورق كلاسيه أو خشن أو ناعم أو كرتون أو لاصق حسب رغبة الزبون.

 

ويبين اللافي أن إمساكية رمضان تنقسم في الغالب إلى ثلاثة أقسام الأعلى منها غالباً ما يكون صوراً للكعبة الشريفة أو مخصصاً لكتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أو بعض الحكم والأقوال والنصائح والإرشادات أو لصور ومناظر طبيعية حيث يظهر في هذا القسم الفن في التصميم والطباعة والإبداع في الفكرة المستوحاة من وحي مناسبة شهر رمضان لاسيما انها غالباً ماتحتوي على دعاء الصوم.

 

أما القسم الثاني من الإمساكية فيعد الأهم بالنسبة للزبون حيث سيضع إعلانه الذي يكون اما لمعرضه أو لمهنته أو عن منتوجاته وخدماته في حين يضم القسم الثالث روزنامة رمضان التي يكتب عليها التاريخ الميلادي والهجري وأوقات الصلاة والإفطار والسحور والشروق والغروب ومواعيد الصلوات والإمساك.

 

ويشير اللافي إلى أن الإمساكية يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان من خلال محتوياتها الكتابية دوراً توجيهياً وإرشادياً مثل التذكير بأهمية ترشيد الطاقة والماء والحفاظ على النظافة والبيئة.

 

ومن المهن التي تنشط وتظهر بشكل واضح في هذا الشهر أيضاً بيع المشروبات الرمضانية كالعرق سوس والتمر هندي وغيرها من المشروبات الأخرى حيث تنتشر هذه الظاهرة في الحارات الحديثة منها والقديمة على الأرصفة والطرقات وأمام مداخل الحارات والأزقة ليجد فيها الباعة وأصحاب محلات الأطعمة فرصة لكسب مزيد من المال أو تحسين مواردهم خلال هذا الشهر والتعويض عن توقف أعمالهم في بيع الأطعمة خلال فترة الصوم أثناء النهار.

 

و يعتبر خالد شتيوي الذي يبيع على بسطة صغيرة بعض أنواع المشروبات كالتمر الهندي والخروب والعرقسوس في منطقة الشيخ سعد بالمزة هذا الأمر فرصة لقضاء الوقت بانتظار ساعة الإفطار ومصدراً بسيطاً للرزق يمكن أن يؤمن له بعضاً من الاحتياجات الأساسية.

 

بدوره يقول أبوعدي متبسماً بينما يهم في مناولة أحد المشترين كيساً شفافاً يحتوي التمر الهندي وضعه في كيس بلاستيكي أبيض .. الرزق على الله والبيع مقبول وخاصة قبيل الإفطار بعدة ساعات مشيراً إلى أن كمية البيع تتراوح بشكل يومي من خمسين إلى مئة ليتر يومياً حسب السوق والإقبال.

 

وتابع أبو عدي واصفاً الأسعار بأنها تختلف في السوق خاصة أن بعض الباعة يتفنن في وضع بعض اللوز والجوز وماء الزهر داخل أكياس الشراب التي يبيعونها موضحاً أن النوع والطعم يختلفان كثيراً من بائع لآخر ما يدفع بعض المشترين إلى البحث عن العرق سوس والتمر الهندي المناسب من حيث الكثافة والطعم والحلاوة فمثلا يتوافد عدد كبير من المشترين على بعض الباعة في مناطق محددة لشراء المشروبات منه اعتقاداً منهم أن مذاقها أطيب وجودتها أفضل.

 

ومايلفت الانتباه في باعة العرق سوس والتمر هندي مظاهر التندر بما يبيعونه والعبارات التي يطلقوها لترغيب الزبائن فيعتبر كل واحد منهم نفسه ملك بيع عرق السوس أو التمر هندي وليثبت ذلك تراه يعلق لوحة مكتوباً عليها اسمه كما ينشط في شهر رمضان بائعو الناعم وهو نوع من المعجنات عبارة عن خبز رقيق جداً مقلي بالزيت يرش عليه بعض من دبس العنب أو التمر ليأخذ شكلاً ملوناً مع لون الدقيق الأساسي حيث ينتظر هؤلاء الباعة مجيء شهر رمضان ليصنعوه ويبيعوه مغلفا بأكياس.

 

ويقول الشاب عدنان الغريب وهو أحد باعة الناعم..إن العديد من الأسر تجد في صناعة وبيع الناعم في شهر رمضان موسماً للعمل وتحقيق بعض الربح لتأمين متطلباتها واحتياجاتها خلال هذا الشهر على الأقل مشيراً إلى أن والدته تقوم بتصنيعه في منزلهم للاستفادة من إقبال الناس عليه في شهر الصوم ليقوم هو بدوره ببيعه في شوارع وأسواق دمشق.

 

وتنشط في شهر رمضان وبكثافة ظاهرة بيع قمر الدين المجفف والمصنع من المشمش الدمشقي فبالرغم من طرح بعض المعامل المتخصصة بصناعته وتغليفه لمنتجاتها منه في الأسواق إلا أن العديد من العائلات ذات الدخل المحدود تصنعه في المنازل وتبيعه إلى جانب مواد أخرى كالخشافات وخاصة خشاف المشمش وهو شراب يقبل عليه الدمشقيون في شهر رمضان ويباع بعبوات أو أكياس مخصصة له.

 

ويقدم الخشاف من قبل الباعة مع قطعة من الكعك بالسمسم وهذه عادة درج عليها بائعو هذه السلعة حيث يشير بسام محلوج وهو مصنع وصاحب محل لبيعه إلى أن الكعك يعطي نكهة خاصة للخشاف وحتى لعصير الليمون والنعناع والتوت الشامي حيث يقدم في صحن بلوري وليس في كأس وبالتالي يتم تناول الخشاف بواسطة ملعقة مع تناول الكعكة وليس عن طريق الشرب من الكأس.

 

سانا