الفرح الصافي في دمشق

الفرح الصافي في دمشق 

 

شام نيوز- خاص

 

على الرغم من سنواته التسعين أطل المطرب العربي وديع الصافي على جمهوره الدمشقي في حفل  من "الفرح الصافي" برفقه فرقة جوقة الفرح الدمشقية، على خشبة مسرح دار الأوبرا السورية مساء أمس.
وفي الكلمة الترحيبية التي قدم بها الأب إلياس زحلاوي صاحب "علبال ياعصفورة النهرين"  قال: "إن وديع الصافي عطية سماوية وهبها الله لكل العرب وأنه كبير في عطائه ومحبته وإيمانه وفنه لافتاً إلى أن هذا التكريم يأتي في الذكرى الخامسة والعشرين للتعاون الأول بين جوقة الفرح وبين الصافي".

وأضاف:"كان حلماً أن ألتقي بالفنان وديع الصافي إلى أن جاءتني فرصة على طبق من ذهب بعد أن اجتمعت به وهو يرتل في كنيسة سيدة الصوفانية بدمشق بطريقة فريدة خارج أنماط الموسيقا الكنسية المعروفة فعرضت عليه أن أنتقي نصوصاً يقوم هو بتلحينها لتكون جسداً بين أبناء الوطن العربي كله وهذا ما حصل".

وقال زحلاوي: "إن ألحان الصافي أتاحت للجوقة الخروج من نطاقها الضيق إلى العالم الواسع وبناء جسور للتواصل مع العالم ككل ابتداءً من استراليا إلى بعض الدول الأوروبية وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية".

وتعود علاقة الفنان وديع الصافي بفرقة جوقة الفرح التي أسسها الأب إلياس زحلاوي إلى 25 عاماً عندما قام الأب إلياس زحلاوي بتلحين وتوزيع عدد من التراتيل الدينية لوديع الصافي الذي أدها عبر سنوات طويلة لتخرج ضمن قرصين مدمجين بعنوان "ربي تقبل" يضمان عشرات التراتيل الروحية.
ولكن حفل وديع الصافي الذي أقيم بهذه المناسبة في دمشق أي مرور ربع قرن على التعاون مع "جوقة الفرح" تضمن أغان الصافي العاطفية مثل "عالبال يا عصفورة النهرين" و"يا مزيني يا مكحلي العينين".

 وقد بادل الصافي جمهوره الدمشقي المحب بمشاعر مماثلة عندما قال: "الشعب السوري زهرة العرب، أنتم شرفي وضميري وأنتم ثروتي، أدام الله النهضة على سورية الحبيبة".
اشترك في هذه الأمسية التكريمية ستون منشداً من جوقة الفرح يرافقهم خمسة عشر عازفا من المعهد العالي للموسيقا وفرقة سمة للرقص الفلكلوري، وذلك ضمن إطار مسرحي غنائي بإخراج متميز للفنان جهاد سعد الذي استطاع أن يحقق مناخات مناسبة لمفاصل التكريم كاملةً ابتداءً من صعود الفنان الصافي من الأرض مروراً بأشجار الزيتون المغروسة على خشبة دار الأوبرا فضلاً عن شاشة الإسقاط التي احتلت عمق المسرح إضافة إلى الدخولات والخروجات للمغنين وللراقصين وموءثرات الإضاءة المتميزة.
وتضمنت الأمسية تقديم مجموعة من الموشحات والأغاني والترانيم والاسكيتشات استعرضت من خلالها جوقة الفرح التاريخ الفني للصافي وانجازاته على مدى سبعين عاما من الغناء فضلاً عن أجمل القطع الموسيقية التي غناها صاحب "ولو" لسورية موزعة بشكل خاص لهذه الأمسية.

وقد تميز الحفل بمجموعة من الأداءات الفردية للفنان أنطوان الصافي في أغنية "لبنان يا قطعة سما" وفي موال "ما زال القلب عم يضرب ما ساكن" وساري خلاف في اسكتش "ع الهدا".. وجورج حداد "في المزامير" وموال "ولو" لحبيب سليمان فضلاً عن الأداء المتميز للطفل فادي الذيب في أغنية ها الأرض اللي عليها ربينا وميشيل بربارة وطوني الشامي في وصلة على مقام البيات لأغنيات "ع اللوما.. بالساحة تلاقينا.. حبيبي ونور عيني".

وتألفت الفرقة الموسيقية لجوقة الفرقة من عازفي الكمان مروان أبو جهجاه.. آندريه معلولي.. شادي العلي.. ربيع عازر وعلى التشيلو وصلاح نامق كونترباص وجهاد سكر.. ناي وأمجد جرماني والقانون عماد ملقي. العود جوزيف مصلح.. والغيتار أيمن بيطار. والكيبورد فادي خنشت وعلى الإيقاع كل من سيمون مريش وراغب جبيل وطوني الأمير وباسم بطبوطة.

يشار إلى أن وديع الصافي من مواليد نيحا الشوف سنة 1921 اسمه الحقيقي وديع فرنسيس ولقب بالصافي وهو في عمر 17 سنة خلال مسابقة غنائية أجرتها إذاعة لبنانية اشترك فيها 50 فناناً وفاز فيها بالجائزة الأولى ولقب حينها بمطرب لبنان الأول حمل لواء الغناء البلدي الريفي ثم طوره فأعطى للأغنية اللبنانية هوية وساهم بنشرها في أنحاء العالم حيث غنى للمغتربين وللقرية والوطن وحرك الحنين للعودة.
وتأسست جوقة الفرح عام 1977 على يد الأب الياس زحلاوي وتضم قرابة 500 منشد تتراوح أعمارهم بين 7-70 عاماً وهي مقسمة إلى خمس جوقات حسب الأعمار لكل مجموعة لونها الخاص وتوجهها الإنساني الذي يعايش القضايا التي تعيشها الفئات العمرية التي تمثلها كل جوقة وتقدم الجوقة أمسيات غنائية فيها الهم الوطني والإنساني والتراثي في قالب متجدد من الأداء المتقن كلمة ولحناً.