الفريز يحتل المرتبة الأولى بين الزراعات المحمية في حمص

 

تولي محافظة حمص اهتماما بزراعة الفريز وخصوصا في منطقة تلكلخ التي شهدت توسعا ملحوظا في السنوات الماضية من حيث المساحات المزروعة وعدد البيوت المحمية وذلك نتيجة للظروف المناخية الملائمة والعائدات الاقتصادية العالية لهذا النوع من الزراعة.

وتحتل زراعة الفريز المرتبة الاولى بين الزراعات المحمية في المحافظة وتنتشر بشكل خاص في المنطقة الغربية منها حتى وصلت مساحة الأراضي المزروعة بالفريز بالمحافظة نهاية العام الماضي إلى نحو 727 ألفا و 404 أمتار مربعه كما وصل عدد البيوت المحمية المزروعة بها إلى ثلاثة آلاف و 815 بيتا منتشرة في معظم قرى المنطقة الغربية من المحافظة.

ويرجع المهندسون الزراعيون  اقبال المزارعين على زراعة الفريز إلى مجموعة من الاسباب أولها يتعلق بالمناخ حيث تتمتع المنطقة بمناخ جبلي معتدل صيفا وبارد شتاء وهو مناسب لهذا النوع من الزراعة وثانيها يتعلق بطبيعة نبتة الفريز من حيث مقاومتها للأمراض والظروف الجوية أكثر من بقية الزراعات المحمية وخاصة في فصل الشتاء حيث لا تتأثر بالصقيع ولا الرياح إضافة إلى سهولة الحصول على شتولها وسهولة عمليات الخدمة المقدمة اليها في جميع مراحل النمو وحتى القطاف.

ويبقى العامل الاقتصادي السبب الرئيسي للتحول لهذه الزراعة سواء من حيث تكلفة زراعة البيت المخصص لزراعة الفريز مقارنة مع بيت أخر بنفس المساحة مخصص للبندورة كما أن البيت المخصص لزراعة الفريز يمكن وضعه في أي مكان وهو لايحتاج إلى تدفئة في فصل الشتاء بينما بيت البندورة يجب أن يكون في مكان مشمس ومحمي من الرياح كما أن أمراض الفريز أقل و مسيطر عليها مايقلل من تكاليف المبيدات والأدوية وعمليات الخدمة للمحصول التي لاتتطلب الكثير من المشقة او الوقت ويمكن أن ينجزها أفراد العائلة مشيرا إلى أن عدد الأسر التي تعمل بزراعة الفريز في منطقة تلكلخ يزيد على 600 عائلة .

اما المزارعون فيرون ان مايميز موسم الفريز عن باقي المزروعات هو أن مدة جني المحصول تمتد لستة أشهر وتتم بعبوات صغيرة يتراوح وزنها بين 600إلى 800 غرام وسعرها أقل من سعر العبوات التي تستخدم لتسويق باقي المحاصيل حيث يعطي البيت البلاستيكي الذي يبلغ طوله 40م مايقارب 3000 عبوة تقريبا في الموسم الواحد وتباع العبوة بسعر وسطي يصل تقريبا إلى 25ليرة أي أن انتاج البيت في الموسم يصل إلى 75الف ليرة. ويسوق الانتاج الى دمشق وحلب بصورة رئيسية.

ويبدأ الانتاج في كانون الاول ويكون في هذه المرحلة قليلا وسعره مرتفعا ومعظمه يستهلك طازجا في حين يبلغ الانتاج ذروته مع بداية شهر اذار ليمتد حتى نهاية الموسم في حزيران وهنا معظم الانتاج يصنع على شكل عصائر ومربيات كما يتم في بعض الاحيان تصديره إلى العراق ولبنان.

وينصح الاطباء بتناول الفريز صباحاً على الريق بحيث تتراوح الكمية المتناولة منه لأغراض علاجية ما بين 250 500 غرام يومياً للاستفادة من الفريز وقيمته الغذائية وخصائصه العلاجية محذرا من أن الأفراط في استخدام الكيماويات الزراعية في البيوت البلاستيكية يتسبب بالكثير من الامراض المزمنة والأورام.

وتشير أغلب المصادر التاريخية إلى أن الموطن الأصلي لشجرة الفريز هو أمريكا الشمالية إذ كان نباتاً حراجياً معمراً ينمو في الغابات بشكل طبيعي ويستخدم كغذاء ودواء من قبل شعوب الحضارات القديمة ثم تطورت زراعته كنبات مزروع في القرن الرابع عشر واعتمدت بشكلها المعروف في القرن السابع عشر ونشأت أصناف كثيرة انتشرت بشكل واسع في أغلب بلدان العالم ليصل عددها إلى آلاف الأصناف.

 

شام نيوز - سانا