الفسادُ وقح دوماً.. الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن

الفسادُ وقح دوماً

اقتصادية

الأربعاء,٠٨ حزيران ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
لا نجد أحياناً من توصيف لفساد البعض، سوى القول: إن فلاناً وقح في فساده. لكن: هل هناك فساد وقح وآخر أقل وقاحة؟
إذا كنا نطلقُ هذا التوصيف بسبب عجزنا عن ملاحقةِ الفاسدين ومحاسبتهم شيء، وبسبب إيماننا بوجود منافع للفساد كما بات بصرح البعض علانية، فهذا شيء آخر تماماً.
الفسادُ واحدٌ، قد يختلف تبعاً لحجمه وأضراره بين فرد وآخر، إنما ليس هناك فسادٌ يمكن تبريره وغض الطرف عنه، وفساد آخر لا يمكن تبريره أو غض الطرف عنه.
فكل أشكال الفساد تلتهم بنسب مختلفة مواردَ الدولة وحقوقَ الأفراد، وكل أشكال الفساد لها الأثر نفسه في انهيار منظومة القيم والأخلاق المجتمعية.
لسنوات كان مسؤولو الحكومة ينكرون وجود الفساد كظاهرة، إنما اليوم، وفي ظل الفجوة الهائلة بين الدخل والإنفاق، فإن الفساد تحول إلى ثقافة مجتمعية، والأخطر أنها باتت كالزواج تحظى بالرضا والقبول بين الطرفين.
ماذا يعني ذلك؟
يعني باختصار أن الثقافة التي كنا نستندُ عليها في محاربة آفة الفساد، أصابها اليأس والنخر، وتالياً فمهمة مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين أصبحت أكثر تشعباً من ذي قبل، وتحتاج إلى سنوات وتراكمات كبيرة من الخطوات الجريئة والإصلاحات الجذرية.
لست مبالغاً أو متوهماً عندما قلت إن البعض يؤمن اليوم بوجود أثار إيجابية للفساد، فهذا جوهر أحاديث كثيرين وبعضهم شخصيات عامة.