الفصائل تنفي ما أشيع عن مشاركة فلسطينية في أحداث درعا

نفت الفصائل الفلسطينية نفياً قاطعاً ما أشيع عن مشاركات عناصر فلسطينية في عمليات الشغب التي تعرضت لها بعض المرافق العامة والخاصة في درعا، مؤكدة تضامن الشعب الفلسطيني المطلق مع سورية وقيادتها في مواجهة أي مخطط يهدف إلى النيل منها.
وفي الوقت نفسه شدد أهالي الجولان في تجمع درعا للنازحين الملاصق للمخيم الفلسطيني على ولائهم المطلق للوطن وقائده الرئيس بشار الأسد، مؤكدين أنهم سيبقون على الدوام أوفياء للرئيس الأسد وللوطن الغالي سورية، معربين عن شجبهم الشديد لأي عمل تخريبي يستهدف أي منطقة في البلاد.
وكان مخربون ومثيرو شغب أحرقوا أول أمس القصر العدلي ومنزل المحافظ ومراكز الاتصالات وبعض أبراج الخلوي في مدينة درعا، إضافة إلى حرق الدواليب والسيارات وسرقة المحال التجارية!!
وخلال أعمال الشغب والتخريب كان شيوخ ووجهاء درعا يوجهون النداءات عبر مكبرات الصوت في الجوامع للشباب بالخروج من وسط المدينة والتوقف عن إحداث الفوضى والخراب إلا أنهم رفضوا كل النداءات، وتبين لاحقاً لوجهاء درعا أن أغلبية من شارك في إحداث الفوضى والخراب كان من المتطرفين الفلسطينيين وأن أبناء درعا كانوا أقلية.
وقالت الفصائل الفلسطينية في بيان عقب اجتماع لها بدمشق: إن «الشعب الفلسطيني في سورية وإذ يعرب عن حرصه على الأمن والاستقرار في سورية فإنه يؤكد التضامن المطلق مع سورية وقيادتها في مواجهة أي مخطط يهدف إلى النيل من سورية التي كانت وما زالت العمق الإستراتيجي لثقافة المقاومة وخير من دافع عن شعب فلسطين وقضيته».
وأضاف البيان: إن «الفصائل تنفي ما أشيع من معلومات عن مشاركة عناصر فلسطينية في التظاهرات وأحداث الشغب التي حدثت في مدينة درعا، وتدعو وسائل الإعلام إلى التنبه لخطورة زج اسم الفلسطينيين في هذه الأحداث نظراً لما يترتب على ذلك من تعبئة نفسية لا
تخدم سوى أعداء شعبنا وأمتنا، وفي هذا السياق يهم فصائل المقاومة في سورية أن تؤكد أن الفلسطيني في سورية الذي يتمتع بكامل الحرية ويمارس حقوقه السياسية في التعبير عن انتمائه الوطني والقومي سيظل وفياً لسورية وشعبها وقيادتها وذلك انسجاماً مع قناعاته ومبادئه».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أنور رجا: «إن شعب فلسطين يقف في خط الدفاع الأول إلى جانب سورية وشعبها وقيادتها وسيحفظ دائماً في عقله ووجدانه أن سورية وحدها مثلت الموقف المبدئي وخط الدفاع والهجوم الأول عن قضية فلسطين»، موضحاً أنه «لهذه الأسباب المبدئية من الطبيعي أن نستغرب ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن مشاركة فلسطينيين في أحداث الشغب التي وقعت في درعا ويهمنا هنا أن ننفي نفياً قاطعاً أن تكون هناك أي مشاركة فلسطينية».
وأعرب رجا عن قناعته في أن «خطورة هذا الاتهام وما قد يترتب عليه من تداعيات تتطلب التدقيق جيداً في مصدره وفي الدوافع التي فبركت هذا الاتهام الذي يشوه صورة وحقيقة موقف كل فلسطيني في سورية».
وأوضح رجا أن الفصائل الفلسطينية منذ اليوم الأول للأحداث قامت بالتواصل مع كل فعاليات ووجوه المخيم، وعقدت عدة اجتماعات تنسيقية من أجل ضمان عدم السماح لأحد بجر أحد من المخيم ولو كان مجرد مراهق أو فتى إلى مكان خارج موقعه الطبيعي وإلحاقه بأي مجموعة مشاغبة.
وأعرب رجا عن ثقته بأن الشعب السوري بوعيه والتفافه حول قيادته لن يسمح لمن قاموا بأعمال الشغب بأن يتمددوا أبعد من حجمهم المحدود الذي عمل الإعلام المعادي على تضخيمه وتوظيفه من أجل التحريض والإيحاء بأن أولئك يشكلون رأياً عاماً واسعاً. وقال: «نحن نعلم أن ثمة عناصر ظلامية تدعي الإسلام ممولة من أقطار عربية مجاورة لعبت دوراً أساسيا في عمليات الشعب».
ويقع إلى جانب مخيم الفلسطينيين في درعا تجمع للنازحين يقطن فيه عدد من عائلات أهالي الجولان السوري المحتل.
وفي اتصال هاتفي مع «الوطن» قال ياسين عبد القادر الفاعوري أحد سكان التجمع: «إن أبناء تجمعات أهالي الجولان بدرعا وكل المحافظات السورية سيظلون الجند الأوفياء لقائد مسيرة الحزب والشعب الرئيس بشار الأسد».
وأضاف الفاعوري وهو أمين أحد الفرق الحزبية في التجمع: «هذه الأحداث المؤسفة التي قام بها عناصر وأفراد مندسة لا تمت بصلة لأبناء الجولان الصامد»، موضحاً أنه عند تضخم الأحداث تم استدعاء الجهاز الحزبي في التجمع لضبط مداخله ومخارجه ومراقبة أي شخص غريب». وتابع: «أبناء التجمع نظموا مسيرة سيارات تأييداً للرئيس الأسد جالت في شوارع درعا».
من جانبه قال خالد الحسين العلي من أهالي التجمع: إن «أبناء الجولان المحتل معروفون بولائهم المطلق للوطن وقائده الرئيس الأسد، ومعروف عنهم بأنهم السباقون إلى المشاركة في المناسبات الوطنية».
وأضاف: «ليس لنا مصلحة بأي أعمال شغب أو فوضى لأننا أول المتضررين منها، ولأن هدفنا أسمى وأكبر من ذلك وهو النضال من أجل تحرير الجولان بقيادة الرئيس الأسد».
بدوره قال سليمان عبد الجلال أمين إحدى الفرق الحزبية في التجمع: «نحن أبناء الجولان سنبقى أوفياء لقائدنا الرئيس الأسد ولوطننا الغالي سورية، ونشجب أي عمل تخريبي».
وأضاف: «سنكون على الدوام الجند الأوفياء للدفاع عن وطننا ملتفين حول قائدنا الرئيس الأسد».