الفنانون العرب يزيلون الحواجز ويتجاوزن الحدود القطرية

سلاف فواخرجي في كليوبترا

خلص التقرير السنوي لمركز الدراسات والبحوث ، التابع لاتحاد المنتجين العرب لأعمال التليفزيون ، إلى أن عام 2010 شهد أكثر من أعوام سابقة زوال الكثير من الحواجز بين صناع الدراما العربية الذين قدموا أُنموذجا مهما لتجاوز الحدود القطرية بين الدول.

ونص التقرير، على أن الإنتاج الخليجي كان الأبرز في تجاوز الحدود بين الأقطار ، حيث ضمت أغلب المسلسلات عناصر من دول عربية عدة سواء في التمثيل أو الإخراج أو الكتابة أو الإنتاج ، كما سجلت الكوادر الفنية العربية حضورا واضحا في الدراما المصرية ، وهو ما مثل خطوة على طريق التكامل الدرامي العربي، خاصة أن الجمهور الذي تخاطبه تلك الدراما جمهور واحد.

وقال الباحث المصري محمد عبد العزيز ، مدير المركز والمسؤول عن التقرير: إن التشابك المحمود والمطلوب لجنسيات صناع الدراما في الأعمال دفعه مجددا إلى تجنب ذكر اسم الدولة التابع لها الجهة المنتجة في التقرير النهائي ، تأكيدا على الفكرة الأساسية منه ، وهي الدعوة للتعاون والتكامل بين جهات الإنتاج وليس الدول.

وأضاف أن التقرير حصر 253 مسلسلا تليفزيونيا متنوعا قدمتها الدراما العربية خلال عام 2010 ، وهو رقم أقل من العام الماضي بـ26 عملا ، وبنسبة تراجع بلغت 9% تقريبا.

وبلغ عدد المسلسلات الاجتماعية ، وفقا للتقرير ، 159 مسلسلا بنسبة %65 تقريبا من إجمالي الإنتاج ، وهي نسبة تزيد عن العام الماضي بـ11% تقريبا ، بينما بلغ عدد الأعمال الكوميدية الخالصة 67 عملا ، بنسبة %26 تقريبا من إجمالي الإنتاج.

في حين بلغ عدد الأعمال التاريخية 7 أعمال بنسبة 2,8% من إجمالي الإنتاج ، بينما بلغت أعمال السيرة الذاتية 6 مسلسلات بنسبة 2,6% من إجمالي الإنتاج ، وهي نفس نسبة العام الماضي تقريبا ، بينما تناولت 10 مسلسلات التراث المحلي والبدوي بنسبة 4% تقريبا ، ووقفت نسبة المسلسلات الدينية عند عملين هما "رايات الحق" و"القعقاع" ، وإن صنف الأخير أيضا ضمن أعمال السير الذاتية.

ورصد التقرير تركز الأعمال التراثية والبدوية في الدراما الخليجية ، حيث وصلت إلى 10 أعمال بنسبة تصل إلى %10 من حجم الإنتاج الخليجي ، بينما رصد تقرير العام السابق 16 عملا تراثيا وبدويا على مستوى العالم العربي.

وشهد العام الأخير تشابكا في إنجاز الأعمال وضرب التقرير مثالا بمسلسل "كليوباترا" عن قصة من التاريخ المصري كتبها وأخرجها سوريان ، وكان الجزء الأكبر من الإنتاج مصريا ، وشارك في البطولة ممثلون من البلدين ، وتم التصوير فيما بينهما ، وكذا مسلسل "سقوط الخلافة" ، حيث السيناريو مصريا ، والمخرج أردنيا ، والبطل سوريا ، والإنتاج مصريا قطريا ، ومسلسل "ذاكرة الجسد" ، حيث القصة جزائرية والكوادر سورية والإنتاج خليجيا.

وقال التقرير ، إن الإنتاج الدرامي تركز في مواطنه التقليدية ، لكن حسب ملكية جهات الإنتاج جاءت مصر في المقدمة بـ74 عملا مصريا خالصا بنسبة 30,5% تقريبا ، وهي نسبة تزيد عن العام السابق قليلا ، بينما قدمت دول الخليج مجتمعة بما فيها العراق واليمن 101 عمل ، بنسبة 40,5% تقريبا ، ثم سوريا بـ26 عملا ، بنسبة %11 تقريبا ، وقدمت دول المغرب العربي 43 عملا ، بنسبة %16 تقريبا من إجمالي الإنتاج العربي.

وكشفت تجربة العرض الرمضاني عن تراجع دور المنتج الحكومي بصورة لافتة ، ليحل المنتج الخاص في قيادة حركة الإنتاج ، حيث قدم القطاع الخاص 127 عملا متنوعا بنسبة %51 تقريبا ، في الوقت الذي أنتجت فيه الجهات المملوكة للدول 102 عمل بنسبة 40,5% ، بينما تشارك الجانبان في 22 عملا بنسبة 9,5% تقريبا ، أغلبها في مصر ، وأصبح من الأساسي أن تتشارك قطاعات الإنتاج الحكومية في أغلب أعمالها مع منتج.

وقدمت المرأة على مستوى العالم العربي ككاتبة 51 عملا طوال العام بنسبة %21 تقريبا ، ما يزيد عن نسبة العام الماضي بـ4% ، بينما قدمت كمخرجة 16 عملا فقط بنسبة 6,5% ، بينما كانت نسبة العام الماضي 8% تقريبا ، وتركزت مشاركات المرأة ككاتبة في دراما الخليج بـ18 عملا بنسبة %18 ، بينما في الدراما المصرية قدمت المرأة ككاتبة 12 عملا بنسبة 16,5% ، وقدمت كمخرجة 6 أعمال فقط بنسبة 8% من إجمالي الإنتاج.

وفي الدراما السورية تراجعت مشاركة المرأة ككاتبة إلى 4 أعمال ، وإن زادت النسبة المئوية لتصل إلى %16 بالنظر إلى كم الإنتاج ، بينما سجلت المرأة في الدراما المغاربية 6 مشاركات على مستوى الكتابة ومشاركتين في الإخراج إحداهما بالتعاون مع كاتبة.

ولم تسجل الدراما العراقية أو اللبنانية هذا العام أيضا أية حالة للإنتاج الحكومي ، وقام القطاع الخاص بالإنتاج كله ، وبالذات القنوات الفضائية في البلدين.

 

شام نيوز- وكالات