الفنانون يخطفون "المايكرفون" على الفضائيات.. وللمواهب بقية...!!

لم يتوقف الأمر لدى خطف مايكروفون المذيع ليتحوَّل إلى خطف كل ما من شأنه أن يُشهر المغمور ويزيد من نجومية المشهور, وعلى سبيل الرغبة في امتهان ما يدرُّ عليهم المزيد من المكاسب أو ربَّما لإثبات قدرتهم وفي ظلِّ (كثافتهم وتزاحمهم) على السبق والظهور, بمظهر متعدِّدي المواهب.
..إنهم الفنانون الذين لم يعد يُخفى على المشاهد, مقدار سعيهم لامتلاك ما أحلَّت لهم الفضائيات, ومن فرصٍ دفعتهم لتقديم ما يُثبتُ أو يُحبطُ محاولاتهم الساعية لاستعراض ما لديهم من إمكانيات, ليسارعوا وبعد كلِّ تجربة, إلى ردم الفشل بالأمل, ومن خلال تقديم إعلانات لا يبالون إن أسقطت المكانة التي اعتلوها, أو بتغيير نوعية البرامج التي يقدمونها, وسواء كانت إنسانية أو اجتماعية أو غنائية, أو التي تتعلَّق بأمور المطبخ وكيفية إعداد أشهر الوجبات الغذائية..
نذكِّر ببعض الفنانين الذين خطفوا مايكروفون المذيع, والذين مازالوا بحاجة لمن يشهد بأنَّ برامجهم تركت الكثير من الأثر البليغ. النجم (حسين فهمي) الذي غادر منصَّات الذهول ليعلن في برنامجه (أنا والحياة) مقدار ما تحتاج إلى حسن نواياه المشاعر البشرية. أيضاً, (أشرف عبد الباقي) الذي ومذ قرَّر الرحيل عن داره ليحلّ في (دارك) لم تسلم له تجربة فنية. تماماً كما حصل لزميله (أحمد آدم) الذي لم يجد من يواليه في ( بني آدم شو) مثلما لم يستطع مواكبة ما فعله (سمير غانم) الذي استطاع أن يختصر الساعات الدرامية بـ (ساعة مع) مواقفه الكوميدية..
إنهم بعض ممَّن حاولوا لتستمر المحاولات, ولتصاب الفنانة (يسرا) بعدوى الرغبة في خطف المايكروفون ومن أجل (العربي) البرنامج الذي تجاهد فيه كي تبدو وكأنها من أهم الإعلاميات الناشطات وعلى مستوى العالم العربي.
لكن, وإن استمرَّت آمال الفنانين في تقديم ما يحلو للتجارب والداعمين, إلا أن البعض منهم قد توقف عند حدّه وخصوصاً عندما لم يحقِّق مجداً يُذكر, ليتحول آخرون إلى سفراء للنوايا أو شهود في قضايا أو حتى قضاة غرام, كلمة الفصل في كلِّ قضية يطرحونها, مجرَّد آراء ونصائح بريئة من اختصاص الأحكام..
إنها الأحكام التي رغب الفنان (مصطفى شعبان) بأن يطلقها على قناة (أبو ظبي) وضمن برنامجه (قاضي الغرام) وبعد طرحه لأكثر من قضية تتناول ما قد يحصل بين الزوجين من خلافات تنعكس على حياتهما واستقرار أطفالهما بالسلبية, وبالاعتماد على مستشارين هم فنانون أغلبهم وممَّن تواجدوا في الحلقات الماضية سوريون, ومنهم (نضال سيجري, خالد القيش, شكران مرتجى) ما يؤكِّد أهمية المكانة التي وصل إليها الفنان السوري وبدلالة تواجده في العديد من البرامج وعلى أكثر من فضائية. تستضيفه وتحاوره وتلقي الاهتمام على مواهبه وصولاً إلى يقينها بأن ما لديه من إمكانيات هو ما أوصله إلى فضاء النجومية..
وهنا, وكي لا نكون قد أجحفنا بحقِّ الفنانين المصريين الذين اتَّهمناهم بخطف المايكروفون, لابدَّ من الاعتراف بأن فنانينا السوريين أيضاً باتوا الأكثر خطفاً وباعتراف عديد البرامج التي قدَّموها ومازالوا والتي لاقى البعض منها النجاح وباستفتاءاتٍ شعبية وإعلامية, ليتراجع البعض الآخر عاجزاً عن ردمِ ما خرَّبته مساعيه البرامجية.
أخيراً, لن نعدَّد أسماء الفنانين السوريين ولا البرامج التي قدموها لأن المشاهدين يعرفونهم مثلما يعرفونها, أما بقية الفنانين وممَّن مازالوا يفكِّرون بخطف مايكروفون المذيع, فهم في ذمةِ مواهبهم وذمة الفضائيات, لطالما لتعداد مواهبهم بقية وما أكثر المحطَّات.
الثورة