القبس "الكويتية"- أصحاب الأنوف الطويلة

 

حالتا التعسف والتشدد اللتان نمر بهما لم تقتصرا على الاعلام وعلى الحريات السياسية، بل هما كما في اي نظام دكتاتوري تسلطي تمدان ظلهما على جميع مناحي الحياة.

القوى الامنية في غياب المواد الدستورية والضمانات الديموقراطية او تغييبها تتحول الى قوى قمعية بالاختيار او حتى بالقوة. تماما كما حدث حين حاولت هذه القوى منع تجمع سياسي في الجهراء، فكانت النتيجة انها تدخلت في اقصى الخصوصيات حارمة جمعاً من المواطنين من الاحتفال بعروسهم.
هذه الايام نشاط قوى الامن القمعية في تزايد، فمن دس انوفهم في وقوف سيارة في منطقة منعزلة وضبط اثنين من كبار السن فيها بدعوى ممارسة الفعل الفاضح، الى قيامهم بالتجرؤ ومهاجمة المساكن الخاصة بدعوى الاشتباه.

حسب الزميلة «الراي» فان سيارة دورية في منطقة سلوى لمحت نساء واقفات في ساعة متأخرة من الليل امام احدى الفلل.. فاثار ذلك انتباههم او اصبحن مشبوهات، الظاهر عندنا منع تجول واحنا ما ندري، او حالة طوارئ تستدعي تواجد الدوريات في المناطق السكنية. النساء كان بأيديهن كؤوس حسب الادعاء طبعا، وهي قد تكون كؤوس ماء وربما ماء زمزم او على الاقل عصير او اي من مشاريب الحلال. لكن انوف قوى الامن القمعية الطويلة ابت الا النزول واستقصاء الامر.
النساء هرعن الى الداخل حسب الرواية، القوى القمعية كالعادة لم تتوقف بل واصلت المطاردة مقتحمة الفيللا ومزعجة من فيها. كل هذا حتى الان يتم بلا وجود جريمة او فعل اجرامي يستدعي هذا التقصي وهذه الملاحقة. وعندما يطلب، حسب الزعم ايضا، من المطاردين التمهل ومشاركة السامرين سمرهم، يصر العتاة او الغلاة في تطبيق القانون على المضي في التطفل ومحاولة تسجيل قضية!!
منذ زمن وانا اكتب ان بعض افراد الاجهزة الامنية «غشيمين» في تطبيق القوانين وفي معرفة حقوق الناس «الدستورية». بس طبعا هذا ليس بغريب، اذا الحكومة بوزرائها والمتخصصين فيها جاهلة او هي تتجاهل الدستور فكيف بمن لم يكمل التعليم المتوسط.
للمرة الالف نعيد ونكرر ان مستوى قوى الامن يجب ان يرتفع، وان اعدادهم بدنيا وثقافيا ضرورة لتعدد مهامهم وحساسية العمل الذي يقومون به. وان المطلوب اولا تدريسهم القانون وقبله الدستور، قبل تعليمهم «مكانك قف ويمينا در".

 

القبس - عبد اللطيف الدعيج