القبس "الكويتية"- قيادات النفط والتسييس

يمر القطاع النفطي في البلاد هذه الايام بمرحلة دقيقة، وذلك بسبب الغموض وتباين المواقف بالنسبة للتغييرات المرتقبة في القيادات النفطية الحالية.
فمن المعروف انه خلال شهري سبتمبر الحالي وأكتوبر المقبل ستنتهي فترة الدورة الحالية لقيادات القطاع النفطي.. بدءاً من مجلس ادارة مؤسسة البترول الكويتية ورئيسها التنفيذي الى مجالس إدارات الشركات التابعة وأعضائها المنتدبين ونوابهم.
ولا يخفى على المطلع الفطن أن هناك محاولات جادة لتسييس عملية اختيار القيادات النفطيةـ وإقصاء او تهميش بعض هذه القيادات التي أثبتت وجودها وقدرتها عبر السنوات الماضية.. الأمر الذي ستكون له آثار سلبية في هذا القطاع الحيوي.
كما لا تخفى على الجميع أهمية النفط لدولة الكويت، حيث إنه يمثل عصب الاقتصاد الوطني، والعبث بهذا القطاع سوف يؤدي الى نتائج مضرة بمستقبل البلد وأجياله القادمة.
يفترض اطلاق صفارات الإنذار بقصد توجيه الاهتمام الى هذا المرفق الحيوي، والى العناية باختيار القيادات النفطية على أسس علمية ومهنية بعيدا عن المصالح الشخصية والأجندات السياسية.
ربما يكون منصب الرئيس التنفيذي قد حسم، ولو أن هناك تضاربا في المعلومات حول هذا الموضوع. ولكن مهما يكن الأمر فإن حسن اختيار الشخص المناسب في هذا المنصب له أهمية خاصة.. لأن الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية يمثل الواجهة الأمامية، داخليا وعالميا، للقطاع النفطي والمحرك الأساسي لمشاريعه الحيوية. كما أن له دوراً مؤثراً في اختيار فريق العمل الذي سيعمل معه.
لقد مرت الصناعة النفطية في الكويت أخيرا بفترة صعبة، شهدت الكثير من النقاش في أدائه وتأخر أو تعثر بعض المشاريع الكبرى في الكويت، إلا أننا نؤكد أهمية الحفاظ على القيادات النفطية في الشركات والقطاعات التابعة التي أثبتت نزاهتها وكفاءتها، ولننأ عن العبث بمقدرات هذا القطاع المهم لنا جميعا.
القطاع النفطي مقبل على مشاريع استراتيجية كبيرة وضخمة، لها أهميتها لاقتصاد الكويت، وبالتالي من الأهمية بمكان الحفاظ على هذه القيادات القادرة على تنفيذ هذه المشاريع بحرص وأمانة حتى تتحقق الغاية المنشودة منها.
ونأمل أن يكون للقيادة الس
ياسية والحكومة دور في حماية هذا القطاع وقياداته من التدخلات الخارجية ذات المصالح الضيقة، وأن يكون لأعضاء مجلس الأمة والصحافة والرأي العام الكويتي دور في حماية مكتسبات الكويت وتقديم مصلحتها.
القبس