القدس العربي- غياب العرب عن اليوم العالمي للقدس

احتفلت ايران أمس باليوم العالمي لمدينة القدس المحتلة، وانطلقت مظاهرات غاضبة في مختلف مدنها، الى جانب العاصمة طهران، شارك فيها مئات الآلاف، رددوا شعارات معادية للصهيونية، وأحرقوا الاعلام الامريكية والاسرائيلية.
العرب لا يحتفلون بالقدس المحتلة او يومها العالمي، لان الذي دعا الى هذا الاحتفال السنوي هو المرحوم الامام آية الله الخميني، وربما لا تريد الانظمة العربية ايضاً تذكير شعوبها بمأساة المدينة المقدسة تحت الاحتلال وتحريك مشاعرهم الوطنية، فتكشف عن قصورها، اي الانظمة، عن نصرة هذه المدينة المقدسة وأهلها المرابطين.
ففي ظل عمليات التهويد التي تتعرض لها المدينة المقدسة، والحفريات المستمرة تحت اساسات مسجدها الاقصى لتدميره واقامة كنيس يهودي على انقاضه او تحته، تستحق هذه المدينة التضامن معها من قبل كل المؤمنين في مختلف انحاء العالم الاسلامي وليس في ايران فقط.
الحكومات العربية الغاضبة من خطف ايران لمهمة هي من ابرز مهامها، لم تبادر مطلقاً لاحياء يوم تضامني مع القدس المحتلة، سواء قبل تبني الامام الخميني هذه المسؤولية او بعده. وهذا امر مؤسف بكل المقاييس.
المدينة المقدسة هي قبلة للمسلمين جميعاً، ويجب ان يكون التضامن معها فوق كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية، ولهذا كنا نتوقع ونأمل في الوقت نفسه ان تنطلق مظاهرات في العواصم والمدن العربية في هذا اليوم العالمي لاثبات اللحمة الاسلامية، والترفع عن الاعتبارات الطائفية والمذهبية. فهذه المدينة يجب ان تكون عنصر توحيد، والعمل على تحريرها ومساندة اهلها في كفاحهم للحفاظ على هويتها من القواسم المشتركة لكل المسلمين.
ولم يكن من قبيل الصدفة ان يكون المحتفلون في اليوم العالمي للقدس هم من ابناء الدول المنضوية تحت لواء معسكر الممانعة، اي سورية وايران ولبنان وقطاع غزة المحتل، وفي الدول التي تدعم المقاومة وفصائلها في الاراضي المحتلة وخارجها. فدول محور الاعتدال العربي مشغولة بتوفير الغطاء للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة، ودعم الجهود الامريكية لاطلاقها وفق الشروط والمواصفات الاسرائيلية.
المسيرات انطلقت في قطاع غزة حيث السيطرة لحركة المقاومة الاسلامية 'حماس'، مثلما انطلقت في مخيم اليرموك الفلسطيني في سورية، والعاصمة اللبنانية بيروت التي احتفلت بهذا اليوم كعادتها كل عام بخطاب متلفز للسيد حسن نصر الله زعيم 'حزب الله' اكد فيه ان مفاوضات السلام هذه ولدت ميتة، وان محور المقاومة بات اقرب من اي وقت مضى منذ 62 عاماً من القدس المحتلة.
نأسف لمقاطعة الانظمة العربية الرسمية 'المعتدلة' ليوم القدس العالمي، لاننا كعرب احق من غيرنا بالاحتفال بهذه المدينة، والتضامن مع الصامدين من اهلها، المدافعين عنها، فهذه المقاطعة تؤكد لنا مجدداً اسباب الانهيار العربي واستمرار الاحتلال الاسرائيلي للمدينة المقدسة طوال هذه السنوات، والأكثر من ذلك تهويد المدينة وطمس هويتها العربية الاسلامية وخنقها بحزام من المستوطنات
القدس العربي