القذافي مطلوب حيا أو ميتا ومطاردته تأخذ الثوار لعملية بحث عبر الأنفاق

 

أعلن الثوار الليبيون عن مكافأة مالية قدرها 1.7 مليون دولار (مليونا دينار ليبي) لمن يأتي بالعقيد معمر القذافي حيا أو ميتا، بينما اعلن عدد من اركان نظامه انشقاقهم، فقد اعلن وزير الصحة محمد حجازي انضمامه لثوار 17 (شباط) وكذلك نائب مدير المخابرات خليفة محمد علي، كما اعلن ان عضو مجلس قيادة الثورة مصطفى الخروبي سلم نفسه.

وعلمت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية أن المجلس الوطني الانتقالي وجه رسائل تحذير إلى كل الدول المجاورة جغرافيا وحدوديا لليبيا من مغبة التعاطف مع القذافي وأسرته والسماح لهم بدخول أي من أراضى هذه الدول.

وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، خلال مؤتمر صحافي في بنغازي: "المقربون من دائرته (القذافي) الذين يقتلونه أو يعتقلونه سينالون العفو الذي يضمنه الشعب". وشهدت طرابلس معارك متقطعة أمس بين الثوار وفلول أنصار القذافي الذين قطعوا الطريق إلى مطار طرابلس، بينما وجه آخرون من أنصاره ضربات إلى مقر إقامته السابق في مجمع باب العزيزية.

وكان القذافي أعلن، في تصريحات صوتية لقناة تلفزيونية في سوريا، أن انسحاب قواته من مجمع باب العزيزية كان "تحركا تكتيكيا" عندما اقتحمت قوات الثوار باب العزيزية لم يعثروا على أثر للقذافي، والبحث عن الديكتاتور الليبي أخذهم إلى رحلة تحت الأرض، حسب وكالة "أسوشييتد برس". ولكن ما يبرر تحركهم تحت الأرض هو التصريح الذي وجهه القذافي قبل ثلاثة أشهر عندما قال في أحد خطاباته: "أنا أعيش في مكان لا يمكنهم الوصول له ولا يمكن لكم فيه قتلي".

ودخل الثوار باب العزيزية بعد يوم من المواجهات الساخنة بينهم وبين أنصار القذافي. وقد سمع الليبيون الكثير عن الأنفاق المجهزة بوسائل التكييف منذ السبعينات، والتي علموا أنه تم تدعيمها على أثر القصف الأميركي للقذافي في 1986 لتوفير مهرب آمن، حسب ما قال كريم مزران، وهو لاجئ ليبي يعيش في المهجر وأستاذ جامعي بجامعة جون هوبكينز بإيطاليا، وأضاف: "لم يزر هاته الأنفاق أحد، لكن المعلومات التي لدينا هي أن للقذافي أنفاقا تربط بين باب العزيزية وأماكن أخرى مثل مطار طرابلس وساحة الشهداء، التي كانت تسمى في السابق الساحة الخضراء وغالبا ما كان يتجمع فيها أنصار القذافي".

كما أكد إبراهيم الدباشي نائب السفير الليبي السابق لدى الأمم المتحدة الذي انضم لاحقا للمعارضة متوجها للثوار: "توقعوا أن تكون له مساكن تحت الأرض". وبعدما أعلن الثوار عن نصرهم الكامل، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة في حوار صحافي، إن "القذافي ليس في باب العزيزية وإن الثوار سيبحثون في كل الأماكن المحتملة ويتوقعون وجود قنوات وأنفاق تحت الأرض".

ويقوم الثوار في مصراتة بدعم زملائهم في طرابلس بعمليات بحث تحت الأرض أيضا.

وقد أعطى القبو الذي اكتشفه الثوار تحت مدينة البيضا فكرة للثوار وتصورا عن الشكل الذي يمكن أن تكون عليه الأنفاق. وتحتوي شبكة الأنفاق تحت باب العزيزية على عدة مداخل؛ منها واحد يستعمله سيف الإسلام للدخول أو المغادرة.

كما أنه يحتمل وجود نفق يربط بين باب العزيزية وفندق "ريكسوس" حيث كان يقيم الصحافيون الأجانب الذين يقومون بتغطية الوضع الليبي. وعمد حكام ديكتاتوريون آخرون إلى اتخاذ بطن الأرض ملجأ لهم مثل هتلر، والزعيم السوفياتي السابق ستالين، والديكتاتور الروماني نيكولاي سيوسيسو الذي أمضى وقتا كبيرا من فترة حكمه في بناء الأنفاق التي تربط بين كل أنحاء بوخارست ليتمكن من الهروب إلى ضواحي بوخارست في حالة الثورات الشعبية، لكنه لم يستعملها أبدا، لكن ومن المبنى الرئيسي للحزب الشيوعي قبل أعياد الميلاد سنة 1990 هرب مستعملا طائرة مروحية ولكن تم القبض عليه عندما نفد وقود الطائرة واضطرت للهبوط في أحد الحقول.

وقد كان الوزير الأول الليبي السابق عبد السلام جلود قد أعلن في تصريح للقناة الإيطالية "رايتري" الأحد الماضي أن القذافي سيحارب حتى النهاية، ولن يقتل نفسه كما فعل هتلر، أو الرئيس الشيلي سلفادور ألندي الذي انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه سنة 1973. وقال جلود: "أرى القذافي أقرب لصدام حسين منه لألندي". وقد كان القذافي قد أعلن أمس أنه تجول متخفيا في شوارع طرابلس ليشهد الأمور بعينه، ودعا مناصريه لتطهير المدينة من "الجرذان"، في إشارة إلى الثوار الليبيين.

من جهة اخرى قال لياسير ريبييرو الطبيب البرازيلي المختص في الجراحة التجميلية الذي كان عالج معمر القذافي في 1994 من انتفاخ تحت العينين،  انه كان احد الاشخاص القليلين الذين زاروا حصن القذافي الذي "يفوق الوصف" في طرابلس.


وكان الطبيب المشهور (70 عاما) الذي يملك عدة عيادات في ريو دي جانيرو يشارك في مؤتمر عن جراحة تجميل الصدر في طرابلس حين طلب منه وزير الصحة الليبي حينها "فحص شخص عزيز عليه".


واضاف الطبيب البرازيلي : "كنت اعتقد انه يتحدث عن زوجته. ونقلني بسيارته وحين وصلنا فهمت ان الامر يتعلق بالقذافي. احتوى مدخل الحصن عدة تعرجات وطلب مني الانتظار في مكتبة" ثم تم نقله الى بناية "نصبت فيها خيمة".


وتابع ريبييرو "هناك استقبلني القذافي. قلت له ان المكان معتم ولا يسمح بفحصه فاقتادني الى عيادة طب اسنان فائقة التطور".
واضاف انه اجتاز في القلعة الحصينة "قاعة رياضة تشتمل على مسبح اولمبي. لقد كان القذافي حينها في لياقة بدنية عالية" مشيرا انه عاد بعد عام من تلك الزيارة لاجراء العملية للقذافي علاوة على عملية زرع شعر.


ومما يتذكره الطبيب ان الموقع المحصن كان يضم "غرفتين للعمليات مع تجهيزات المانية ممتازة، وقاعة للراحة".
وقال "كان امرا يفوق الوصف لم اكن اتوقع مثل ذلك".


واكد الطبيب ان "جميع العاملين اجانب. طبيبه باكستاني. وكان هناك مختصان في التخدير (روسي ومصري) وممرضة يوغسلافية. اعتقد انه كان يخشى ان يغتاله ليبيون".


واضاف "قبل 16 عاما لم يكن (القذافي) يوصف بالدكتاتور الدموي كان ينفتح على الغرب ويوصف برئيس دولة. لقد كان مهذبا جدا ومثقفا ويتحدث الانكليزية بطلاقة لكنه لم يكن ينظر ابدا في عيني".
وبحسب الطبيب البرازيلي فان القذافي "لن يخرج حيا" من الثورة في ليبيا.


وتابع "بعد ان صحبته ستة ايام وما عرفته من طباعه، لا اعتقد انه سينفد بجلده. سيقتل نفسه او فانهم سيجعلونه ينتحر".

 

 شام نيوز - صحف - وكالات