القذافي يرفض الاستسلام ويسلح الشعب واعدا بدروع بشرية

انضمت مقاتلات بريطانيا إلى التحالف العسكري الدولي ضد نظام العقيد معمر القذافي، في حين تتوجه حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول إلى الشواطئ الليبية.
وقد تحدثت فرنسا عن هجوم سيتسارع، لكنها رفضت تحديد سقف زمني له، واكتفى وزير خارجيتها آلان جوبيه بالقول إنه سيستمر حتى يذعن النظام الليبي لقرار مجلس الأمن، وهو قرار بات لاغيا حسب القذافي الذي أعلن فتح مخازن السلاح أمام كل الليبيين.
وحددت فرنسا الأهداف بمراكز القيادة ومخازن السلاح والطائرات والقوات البرية المتحركة والمطارات.
وأكدت لندن أن طيرانها الحربي "يشن" غارات جوية على قوات القذافي، وأنه أطلق صواريخ على أهداف مهمة، وأشار المتحدث باسم الجيش البريطاني الجنرال جون لوريمر إلى أن "سلاح الجو الملكي أطلق صواريخ كروز من عدد من مقاتلات تورنادو جي آر 4 السريعة".
وبعد قليل من ذلك أطلقت بوارج وغواصات أميركية وبريطانية 110 من صواريخ توماهوك استهدفت دفاعات جوية حول طرابلس ومصراتة وشلتها بشكل كبير حسب واشنطن.
وقال مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال بيل غورتني إن الضربات الصاروخية تركزت في الغرب واستهدفت دفاعاتِ أرض/جو، ومورِس خلالها تشويش على هذه الأنظمة التي تعتبر "قديمة، لكنها متكاملة وناجعة".
وقال إنه في هذه المرحلة لم تشارك قوات أميركية على الأرض، ولم تسهم الطائرات في الجهد العسكري، لكن الضربات الصاروخية تهيئ الوضع ليشارك سلاح الجو في تطبيق حظر الطيران.
ورفض غورتني مناقشة الخطط المستقبلية، واكتفى بالقول إن بلاده لن تستخدم قوة تتجاوز حماية المدنيين في هذه العمليات.
التحالف الدولي
وذكر أن بين أعضاء التحالف إيطاليا وفرنسا وبريطانيا -التي تشارك بسفينة واحدة وتحدثت عن ضربات شنتها طالت مواقع للقذافي- وكندا التي تحدثت عن عمليات ستبدؤها طائراتها خلال يومين.
كما تحدث غورتني عن مشاركة دول عربية تفضل حسبه أن تكشف أسماءها بنفسها.
وقد قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن بلاده ستشارك في العمل العسكري الدولي، بصورة لم يحددها، وذكّر بأن العرب طلبوا من مجلس الأمن التدخل لا من الدول الغربية، وقال إن الهدف ليس القذافي شخصيا، وإنما وقف حمام الدم.
تنسيق على الأرض
وتحدثت مصادر عن تنسيق من المجلس العسكري التابع المجلس الوطني الانتقالي بقيادة مصطفى عبد الجليل للمساعدة على رصد مواقع كتائب القذافي، في وقت دعت فيه إذاعة ليبيا الحرة -التابعة للثوار- المدنيين إلى الابتعاد عن أماكن وجود هذه القوات.
وقد أعلن منسقو المجالس المحلية في المنطقة الغربية في ليبيا, إلى جانب ائتلاف السابع عشر من فبراير التحاقهم بقوى الائتلاف في المنطقة الشرقية والوسطى، وتعهدوا بالعمل معهم ضد نظام القذافي والدفاع عن مكتسبات الثورة. وأكدوا دعمهم للمجلس الانتقالي الليبي.
هدنة وهمية
وأعلن القذافي الجمعة وقفا أحاديا لإطلاق النار شككت فيه دول غربية، وكذبته الوقائع على الأرض.
فقد قصفت السبت قوات القذافي مدينة الزنتان غربا، وتقدمت إلى أطراف بنغازي، حيث أجبرها الثوار على التراجع إلى منطقة تبعد 30 كلم عن المدينة التي نزح عنها الآلاف.
وذكرت هيئة التضامن لحقوق الإنسان ومقرها جنيف أنها تلقت معلومات عن قيام قوات موالية للقذافي "بخطف أسر ليبية من بيوتها في طرابلس، وسط مخاوف من احتمال استخدامهم كدروع بشرية في أماكن أعلن النظام أنها مستهدفة من قبل القوات الدولية".
القذافي يحذر
ووسط هذه الأجواء، حذر العقيد القذافي من تحول منطقة المتوسط وشمال أفريقيا إلى ميدان حرب، بعد بدء العملية العسكرية. وهدد القذافي بأن مصالح الدول المعتدية ستتعرض للخطر, وأكد أن المخازن ستفتح لتسليح الشعب الليبي ضد ما سماه العدوان الصليبي.
وقالت السلطات الليبية إن 48 مدنيا قتلوا في الغارات، وقال التلفزيون الرسمي إن مئات الليبيين قصدوا مواقع قد تقصَف ليكونوا دروعا بشرية ومنها مقر إقامة القذافي في طرابلس.
ردود فعل دولية
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية لم تجمع غالبية الدول على التدخل العسكري في ليبيا خشية من تصعيد الأوضاع.
وأبدت الخارجية الصينية أسفها حيال بدء تنفيذ قرار العمليات العسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافي وأعربت عن أملها أن لا يؤدي هذا الصراع إلى تصعيد الأوضاع على نحو يفضي إلى مزيد من الخسائر البشرية، وكانت الصين سبق وأحجمت عن التصويت على فرض حظر جوي على ليبيا.
أما روسيا فقد وصفت بدء العمليات بالأمر المؤسف منتقدة ما أسمته "تسرع مجلس الأمن في اتخاذ القرار"، علما بأن روسيا -العضو الدائم في مجلس الأمن- كانت قد أحجمت عن التصويت على القرار.
وفي الوقت الذي طالبت فيه قبرص بتحييدها عن الصراع العسكري رغم تأييدها السياسي للموقف الغربي، انفرد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بموقف خاص عندما اتهم الغرب بالسعي للسيطرة على الموارد النفطية الليبية عبر قراره التدخل عسكريا واتهم الأمم المتحدة بالانحراف عن مبادئها الأساسية التي قامت عليها.
الناتو
وعلى صعيد حلف شمال الأطلسي (الناتو) من المنتظر أن يعقد الحلف اجتماعا على مستوى المندوبين في مقره بالعاصمة بروكسل حيال موقف الحلف وطريقة تعاطيه مع المستجدات الميدانية في الساحل الجنوبي للمتوسط.
ولفتت مصادر إعلامية إلى وجود انقسام بين الدول الأعضاء حيث يدعو الطرف الأول إلى مشاركة عسكرية مباشرة في حين يطالب الطرف الثاني بأن يقتصر دور الحلف على دعم لوجستي للدول الأعضاء التي أعلنت مشاركتها في العمليات العسكرية.
يشار إلى أن ألمانيا كانت قد أعلنت تأييدها السياسي للعمليات العسكرية بيد أنها رفضت المشاركة فيها.
الاتحاد الأفريقي
في هذه الأثناء دعت لجنة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة الليبية طرفي الأزمة وهما "السلطات الليبية والمجلس الوطني الانتقالي إلى وقف فوري للقتال وإزالة التوتر واتخاذ الإجراءات التي من شأنها حماية المدنيين".
كما دعت الطرفين إلى حضور اجتماع يعقد في أديس أبابا قريبا أو في أي مكان آخر للبحث عن حلول سلمية تفضي إلى صيانة سلامة ليبيا وحقوق شعبها وتطلعاته إلى الديمقراطية والتنمية، وطالبت بالسماح بإيصال المساعدات الغذائية العاجلة إلى المدنيين دون أي عراقيل، وحثت دول جوار ليبيا على المساهمة الإيجابية في إيجاد حل سريع للأزمة.