القذافي يشن هجوماً حاداً على فرنسا وبريطانيا وأمريكا والعرب

واصلت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تقدمها باتجاه بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا، بغطاء جوي ومدفعي كثيف، كما تقدمت قوات القذافي مقتربة من معقل المعارضين في بنغازي، في الوقت الذي لم تحقق فيه الجهود الدبلوماسية الرامية إلى فرض منطقة حظر طيران لمساعدة المقاومين تقدما يذكر.
وقد وصل مئات المدنيين والمتمردين بعد ظهر أمس إلى بنغازي (شرق ليبيا) هربا من أجدابيا. ووصل المدنيون على متن سيارات، في حين وصل المتمردون المسلحون على متن سيارات بيك أب.
كما شوهدت سيارات إسعاف آتية من أجدابيا تتجه أيضا إلى بنغازي التي تقع على بعد 160 كيلومترا شمالي أجدابيا التي تقع تحت سيطرة المتمردين، وتتعرض لقصف القوات الموالية للقذافي.
وقال أحد المتمردين ويدعى فتحي ''تعرضنا لقصف عنيف، وهم يقصفون بشكل عشوائي المنازل والمدنيين.
وأضاف أنه ''شاهد ثلاث سيارات تعرضت للقصف وقتل فيها عدد من النساء والأطفال''. وقال أيضا ''سنتزود بالأسلحة قبل أن نعود إلى القتال''.
وقال المقاتل عبد الرؤوف (19 سنة) وقد أصيب في يده خلال القصف ''كنت داخل أحد المنازل عندما أصبت بشظايا قذيفة'' مضيفا أنه شاهد ''طائرتين تحلقان في أجواء المدينة خلال القصف''.
وتابع ''ماذا ينتظر الغربيون لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا؟، هل ينتظرون كي نموت جميعا ليتدخلوا؟''، مؤكدا أنه سيعود إلى أجدابيا لمواصلة القتال.
من جهته، هاجم القذافي القوى الغربية في مقابلة مع تلفزيون ألماني أذيعت أمس، قائلا إن ألمانيا هي القوة الغربية الوحيدة التي لديها فرصة للاستثمار في قطاع النفط الليبي في المستقبل.
وأضاف أنه لا يثق بشركات النفط الغربية لأنها تآمرت عليه. وأشار إلى أن التعاقدات النفطية ستذهب إلى شركات روسية وصينية وهندية وسيجري تجاهل الغرب.
وأردف قائلا ''إذا هاجمت القوات الغربية ليبيا، فإنها ستوحد الصفوف مع الإسلاميين الراديكاليين''. وقال ''سنتحالف مع القاعدة ونعلن الجهاد''.
وأشاد القذافي بالموقف الذي اتخذه الألمان، ووصفه بأنه موقف جيد جدا تجاه ليبيا، ومختلف تماما عن الكثير من الدول المهمة الأخرى في الغرب. وأضاف أنه يتصور أن ليبيا قد تعمل مع الشركات الألمانية في المستقبل.
وقاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبريطانيا الدعوات المطالبة بفرض منطقة لحظر الطيران، والتي ترى ألمانيا وروسيا أنها قد تأتي بآثارعكسية. وفي المقابلة وصف القذافي ساركوزي بأنه صديقه ولكنه قال إنه يعاني مرضا عقليا. ولا تزال الولايات المتحدة حذرة بشأن منطقة حظر الطيران، في الوقت الذي فشلت فرنسا أمس في إقناع شركائها في مجموعة الثماني بدعم مسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي على ليبيا، في انتكاسة لفرص التحرك سريعا لإيقاف تقدم قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وفي ضربة جديدة لجهود فرنسا الرامية لاستخدام الأزمة في ليبيا لتأكيد دورها في الدبلوماسية الدولية، لم تتطرق مجموعة الثماني في البيان الذي صدر في ختام محادثاتها في باريس إلى فرض الحظر الجوي.