القضاء اللبناني تسلّم المذكرات السورية

 

تبدو الايام الفاصلة عن جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل والتي تليها زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء والخميس، حافلة بالعناوين. وبرز من طلائعها الموقف الاميركي اللافت الذي عبّرت عنه سفيرة الولايات المتحدة في لبنان مورا كونيللي امس وتضمن "قلق" بلادها من "اي عمل من شأنه ان يقوّض السيادة والاستقرار في لبنان"، مجددة دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان.

وعلمت "النهار" ان تقرير وزير العدل ابرهيم نجار عن "شهود الزور" والذي سينطلق البحث في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا على اساسه، يجري اعداده حالياً على اساس تحديثه انطلاقاً من معطيين: تبلّغ القضاء اللبناني امس مذكرات التوقيف السورية التي تشمل 33 شخصية لبنانية ونيابية رسمية وقضائية واعلامية، والموقف الاخير للامم المتحدة من المحكمة الخاصة بلبنان والذي صدر عن الدائرة القانونية في الامم المتحدة عن وجوب عدم اعطاء اي طرف اياً تكن صفته مستندات كانت جمعتها لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

ووسط ضغط مستمر من فريق 8 آذار ينطوي يومياً على ملاحقة تقرير وزير العدل عن "شهود الزور" والذي سيعرض على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، بدت الامور تأخذ اتجاهين: اتجاه تهدئة لتهيئة الاجواء السياسية قبل الجلسة، واتجاه اعداد ملف كبير ستطرحه قوى 14 آذار في اليومين المقبلين متضمناً معطياتها عن كل تفاصيل "شهود الزور". فيما علمت "النهار" ان دعاوى بالعشرات سيبدأ بتقديمها الاثنين عدد كبير من المواطنين على عدد من الشخصيات الامنية والسياسية في قوى 8 آذار عرف منهم المدير العام السابق للامن العام اللواء الركن جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج والنائب السابق ناصر قنديل. وفهم ان جهوداً بذلت في السابق من اجل ارجاء هذه الدعاوى، ولكن في ضوء ما حصل في الاسابيع الاخيرة تقرر ان يلاحق كثيرون ممن تضرروا في حقبة ما قبل عام 2005 حقوقهم عبر القضاء.

وأبلغ وزير الدولة عدنان السيد حسين، وهو من الفريق الوزاري لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، "النهار" امس "ان فخامته يلعب دوراً في ايجاد مناخ التهدئة بالتنسيق مع كل المسؤولين المعنيين بالشأن الوطني العام. وهناك حرص على استمرار مظلة قمة بعبدا الثلاثية لمعالجة كل الشؤون في اطار السلم الاهلي واستمرار عمل المؤسسات ووحدتها في معالجة القضايا المطروحة. وهناك ثقة بالجيش وقوى الامن لتقوم بدورها في كل الظروف". واوضح "ان هناك اتصالات تصب في اعادة الامور الى نطاق المؤسسات، اما القضايا الصعبة ذات الاشكالات فتحل في اطار مجلس الوزراء ومجلس النواب ضمن التوافق الوطني".

واشار الى ان موعد جلسة هيئة الحوار الوطني "لا يزال مقرراً في 19 من الجاري على رغم انه جرى التشاور في امكان تقريبه سابقاً نظراً الى انه يكتسب اهمية مضاعفة في هذه الظروف للتقريب بين القيادات في الامور الوطنية المصيرية".

وافاد ان جلسة مجلس الوزراء المقبلة لن تقتصر على تقرير الوزير نجار، بل ستتضمن متابعة مشروع موازنة سنة 2011 الذي يتطلب نقاشاً طويلاً في كل بند من بنودها، علماً اننا لم نبدأ بعد إلا بدراسة الأرقام مع تأجيل بند تمويل المحكمة، الأمر الذي يستدعي مزيداً من الجلسات".

وفي اطلالة علنية أولى له منذ أكثر من سنتين، ظهر أمس الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امام منزله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت وهو يزرع شتلة في اطار حملة بيئية استهدفت زرع مليون شجرة وقامت بها مؤسسة "جهاد البناء" التابعة للحزب.

ويتوقع المراقبون ان تلي هذه الاطلالة العلنية، اطلالة أخرى في مناسبة جماهيرية ستجمع السيد نصرالله والرئيس أحمدي نجاد الأسبوع المقبل.

 

 

شام نيوز- الأخبار