القطن.. تراجعت المساحات المزروعة.. فهل نحافظ على الإنتاجية؟

القطن من المحاصيل الزراعية المهمة في إدلب التي تعتبر من المحافظات المتقدمة في هذا المجال نتيجة خبرات مزارعيها وتحقيقهم مراديد إنتاجية متقدمة على مستوى القطر، وتنتشر زراعته في معظم المناطق وخاصة ريف إدلب والروج وخان شيخون، حيث شهدت هذه الزراعة ازدهاراً حتى نهاية القرن الماضي ولكنها بدأت بالتراجع مع تراجع مصادر مياه الري، حيث تشير مصادر مديرية زراعة إدلب إلى تراجع كبير بالمساحات المزروعة من 8545 هكتاراً في 2004 إلى 5000 هكتار في عام 2008 لتصل هذا الموسم إلى 3622 هكتاراً،

 

على حين لوحظ بأن الإنتاجية المتمثلة بمردودية وحدة المساحة بالدونم قد تفاوتت وسطياً من عام إلى آخر حيث كانت 6000 كغ في عام 2002 ولكنها تراجعت إلى 3578 كغ بعام 2007 لتصل إلى 3440 كغ عام 2010، وتبين تلك المصادر أن أسباب التراجع تعود إلى موجات الحر التي سادت المحصول، والري العشوائي نتيجة قلة مياه الري، والإصابات الحشرية.. على حين يضيف الفلاحون أسباباً أخرى لتراجع المحصول، وهي فرض صنف القطن حلب 118 بدلاً من الصنف حلب 40 على مستوى المحافظة، ونقص وارتفاع أسعار السماد الكيماوي..

 

على حين ترى مصادر مديرية الزراعة بإدلب بأن هذا الصنف قد حقق نجاحاً في معظم المناطق، على حين يرى الفلاحون عكس ذلك ما اضطر البعض منهم إلى استخدام أصناف أخرى ومنها مهرب وخاصة في سهل الروج، ويرى رئيس الرابطة الفلاحية بإدلب عبدالله عبدالله وكذلك رئيس الجمعية الفلاحية في العرشاني أن صنف حلب 40 يتحمل الظروف الجوية الاستثنائية أكثر من صنف حلب 118 الذي يحتاج إلى الري كل 12 يوماً وذلك في ظل الفوضى في توزيع مياه الري في سهل الروج وخاصة المقاسم 5 -9 شمالي، حيث تروى من قناة ري مكشوفة معرضة للسرقة والاستئثار بالمياه من أصحاب المقاسم الأولى لري الخضار والمحاصيل التكثيفية الممنوعة على حساب القطن، وأن الصنف حلب 118 أكثر قابلية للإصابة بديدان اللوز وغير مقاوم للحر الشديد ويحتاج إلى مياه ري أكثر من أمثاله. على حين بين فلاحون آخرون أن هذا الصنف قد نجح في ناحية أبو الظهور نتيجة توافر مياه الري من بحيرة السيحة حيث يحتاج إلى ريات متقاربة.. لهذا يكررون مطالبهم بتحويل شبكة مياه الري في الروج الشمالي من مكشوفة إلى مطمورة من أجل ضبط عملية توزيع المياه بشكل عادل وعدم سرقتها من أصحاب المقاسم الأولى،

 

 على حين تبين مصادر مديرية الموارد المائية بإدلب بأن مشروع تحويل أقنية الري إلى مطمورة قيد الدراسة وذلك ضمن إطار مشروع تطوير سهل الروج، وهناك أولوية وجدية في متابعة تنفيذ هذا المشروع، وترى ضرورة أن تأخذ جمعيات مستخدمي المياه دورها بإشراف الرابطة والاتحاد في تنظيم عمليات الري لأن المديرية قد أمنت المقنن المائي الكافي للري حسب الخطة الزراعية ولكن فوضى توزيع المياه أدت إلى حصول أزمة في تأمين مياه الري بالشكل المناسب والمطلوب.

 

شام نيوز. سانا