القمة العربية في 29 آذار ببغداد والأزمة السورية على أجندتها

أعلنت الجامعة العربية أمس أن القمة العربية المقبلة ستعقد في العاصمة العراقية بغداد في 29 آذار المقبل، وسيحضرها القادة العرب «على أعلى المستويات» موضحة أن أحداث سورية ستكون مطروحة على القمة.
وقال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بمقر الوزارة في بغداد: «اتفقنا على جميع الترتيبات، وسيكون اجتماعاً لوزراء الاقتصاد في يوم 27 واجتماع وزراء الخارجية 28، واجتماع القادة العرب في 29 آذار».
وأوضح أن القادة العرب يعملون على إنجاح القمة وسيكون الحضور على أعلى المستويات»، وأكد بن حلي أن تطورات الأحداث في سورية ستكون مطروحة على جدول أعمال القمة. وأضاف: «من هنا إلى يوم انعقاد القمة نتمنى أن يكون هناك انفراج ومعالجة للأزمة، وإذا تواصلت يتحمل القادة العرب مسؤولية معالجتها في الإطار العربي، وإن طلب دعم مجلس الأمن لخطة الجامعة العربية ليس معناه نقلها إلى محافل أخرى».
من جانبه، قال زيباري: إن العراق جاهز لاستضافة القمة نهاية الشهر المقبل، وأضاف: «إن موعد عقد القمة لا شأن له بالأحداث في سورية، ونحن موقفنا صريح تجاه سورية ونحن مع دعم مبادرة الجامعة العربية وساهمنا بأكبر عدد من المراقبين في سورية لأننا لا نقف ضد حركة الشعوب».
وشهد خطاب الحكومة العراقية تجاه سورية تغييراً ملحوظاً في الأيام القليلة الماضية، ما فسره مراقبون أنه جاء نتيجة عزم العراق على عقد القمة العربية المرتقبة في بغداد وعدم إغضاب عدد من الدول العربية وخاصة السعودية وقطر اللتين تقودان التحرك ضد سورية في مجلس الأمن.
ونقلت جريدة «الحياة» اللندنية الأسبوع الماضي بأن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أبلغ وفداً عراقياً برئاسة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ، خلال زيارته القاهرة عدم رضا عدد من الدول العربية المهمة عن مواقف العراق من سورية وهدده بعدم حضور القادة العرب قمة بغداد بسبب هذه المواقف، ونقلت الجريدة عن مسؤول رفيع المستوى أن «العربي قال للدباغ في شكل صريح في حال استمرار مواقفكم هذه، لن يحضر القمة غير دمشق».
وبسبب تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية، فمن غير المتوقع أن تحضر القمة، أو أن تدعى إليها، وسبق أن علق وزير الخارجية على هذا الموضوع في مؤتمره الصحفي الأخير بالقول: «إن الجامعة من يدعو للقمة والعراق ينفذ.. واليوم بعد أن قررت الجامعة تجميد عضويتنا أنا سعيد لأننا على الأقل لن نكون شهود زور على ما يمرر من قرارات لبعض الدول الخليجية».
إلى ذلك، قال بن حلي: إن أجندة القمة ستكون مغايرة وأكثر انفتاحاً وتفاعلاً مع الشارع العربي ومع الأحداث العربية، ورأى بن حلي أن العراق «سيكون مقبلاً على مرحلة جديدة بعد خروج القوات الأجنبية من أراضية من خلال إعادة بناء نفسه على المستويين العربي والدولي أو من خلال رئاسته العمل العربي وقيادته على مدار عام».
وأوضح بن حلي أنه اطلع على استعدادات الحكومة العراقية لاستضافة القمة العربية وسيرفع تقريراً إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية لوضع الجامعة ودولها الأعضاء أمام الصورة الكاملة عن هذه الترتيبات.
من جهته، قال زيباري: إن قرار القمة قائم والعراق متمسك بعقدها في بغداد في موعدها، مؤكداً وجود رغبة واستعداد لدى العديد من الدول للمشاركة الفاعلة في القمة، وأوضح الوزير العراقي أن «قمة بغداد ستنعش منظومة العمل العربي المشترك وعودة العراق واندماجه في محيطه الإقليمي وأن الأوضاع السياسية في العراق ستبدأ بالانفراج من أجل خدمة القمة»، وأكد أن الحكومة العراقية جادة في توفير الأمن للقادة ورؤساء الوفود المشاركين بالقمة.
وقررت قمة الدوحة 2009 بأن تكون قمة عام 2010 في بغداد، حيث كان يجب على الزعيم الليبي معمر القذافي تسليم رئاسة القمة إلى الرئيس العراقي جلال طالباني، إلا أنها أرجئت إلى العام الحالي بسبب الأحداث في المنطقة العربية، مع العلم أن بغداد استضافت القمة العربية مرتين، الأولى عام 1978 وتقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، والثانية عام 1990 وشهدت توتراً بين العراق ودولة الكويت والإمارات العربية المتحدة.
شام نيوز.وكالات