القوات الدولية في ليبيا لم تحقق أهدافها

 

مهمة القوات الدولية في ليبيا المتمثلة في تدخل بالقوة الجوية أبعد ما تكون عن أن يكون قد تم إنجازها بهذه السرعة، في ظل صراع السلطة الدائر حاليا هناك. 

وفي الوقت الذى يحاول فيه المجتمع الدولي جاهدا التعاطي مع صراع السلطة الذى يزداد دموية، يرى البعض ليبيا كنموذج يستحق أن يتم اتباعه، حيث ساعد التدخل العسكرى الأجنبى الميليشيات المحلية على إسقاط نظام القذافى بأقل خسائر فى الدماء والأموال الأجنبية، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك فإن صراع السلطة فى ليبيا أبعد ما يكون عن الانتهاء ونفض الغبار من عليه.

وقد تاكدت الهشاشة المتزايدة لنظام ما بعد القذافى فى الأسابيع الأخيرة من خلال سلسلة من الاشتباكات الواضحة بين قوات الميليشيات المتنافسة. 

كانت هناك تقارير تفيد بحدوث أعمال تعذيب وإساءة معاملة على أيدى رجال الميليشيات، نادرا ما يخضعون للمساءلة من قبل السلطات السياسية الجديدة، التى يشتبه فى خدمتها فى نظام القذافى والتقارير حول الاحتجاجات المتنامية ضد الحكومة المؤقتة المعروفة بالمجلس الوطنى الانتقالى. 

الإطاحة بالقذافى خلفت فراغا فى السلطة ليس بإمكان أى قوة وحيدة ومتماسكة أن تملأه، مما يترك البلاد فى وضع أمنى يزداد هشاشة مع تنافس الميليشيات على الفوز بالنفوذ السياسى وتقاسم الكعكعة السياسية والاقتصادية الوطنية. 

وهناك 200 ألف شاب لا يزالون فى حالة استعداد للقتال على الأغلب فى مئات من الهياكل العسكرية المحلية فى جميع أنحاء ليبيا. 

وفى غياب أية هياكل حكومية تمثيلية، أصبحت الأسلحة والأراضى التى يتسحوذ ويسيطر عليها مجموعة ميليشيات شكلا من أشكال العملة السياسية.

ليست بمفاجأة أن تكون الميليشيات مترددة فى نزع سلاح نفسها، والخضوع لجيش وطنى ضعيف نسبيا له جذور من عصر القذافى، ولفتت المجلة إلى أن فقدان قوة المجلس الوطنى الانتقالى على الأرض تجبره على التفاوض بشأن محددات التعايش مع الميليشيات المتنوعة. 

الادعاءات بوجود أعمال تعذيب تبرز تحديا للمصالحة الوطنية فى مجتمع قام فيه الآلاف بتأييد نظام القذافى والقتال من أجله بسبب الولاء للمناطق والقبائل. 

ان الإطاحة بالنظام فى ليبيا خلقت مشاكل جديدة قد تتطلب أن توليها القوى الأجنبية أهمية وتفرض عليها التزامات ربما تدعو من يتأمل حدوث تدخل مماثل فى سوريا للتوقف، نظرا لعدم سهولة مثل هذه التدخلات.