"الكباب الديري" قصة طويلة لا يعرفها إلّا من حظي بتذوقه

الكباب الديري

مالك الجاسم – شام إف إم


"الكباب الديري" الحاضر في الأفراح والأتراح، بات سفيراً لمحافظة دير الزور في المحافل العالمية، يقدم كوجبة رئيسة على طاولة الطعام.

مهما خضنا بالحديث عن "الكباب الديري" لا نفيه حقه، حيث أن الزائر إلى دير الزور أول ما يتبادر إلى ذهنه تناول "الكباب" ليحمل بعدها ذكريات ينقلها لغيره للحديث عن حضوره وطعمه، ولكنه لا يحمل الطريقة التي يتم تجهيزه بها، لأنها طريقة ارتبطت بأيدي ماهرة توارثتها أباً عن جد، يمكنك اعتبارها "وصفة سرية".

في الفترة الماضية، كانت الأسرة تتباهى في تقديم "الكباب" لضيوفها، فهو يقدم في المناسبات كافة، وهو الحاضر في صبيحة زفاف العروس، ويرسل من أهل العروس إلى أهل العريس في عادة بقيت حاضرة برغم تقادم السنين.

إلّا أن "الكباب الديري" تأثر اليوم بالوضع الذي تمر به البلاد من ناحية ارتفاع الأسعار، فبات سعر الكيلو الواحد يشكل عبئاً كبيراً على الأسرة، فسعر كيلو ونصف منه يحتاج إلى راتب موظف لشهر كامل.

ويتراوح سعر كيلو "الكباب" ما بين 75 – 85 ألف ليرة، وهذا بسبب ارتفاع سعر اللحوم، وبخاصة استخدام "لحم الضان" في عملية تجهيزه، يضاف إلى ذلك ارتفاع سعر الخضار والفحم، وبات الإقبال عليه مرتبطاً بميسوري الحال دون غيرهم.

يروي "رياض المغير" صاحب إحدى المحال المعروفة ضمن مدينة دير الزور لـ "شام إف إم" أن للكباب قصة يطول شرحها، فكانت هذه الوجبة خلال الفترة الماضية حاضرة في كل منزل بدير الزور، وهناك أسرٌ لا يكاد يمر شهر إلا وتكون حاضرة مرتين أو أكثر على سفرتهم، لكون "الكباب" يتميز بمذاقه الطيب، ويضيف "المغير": "يلي بدوق مو متل يلي يسمع".

ويتابع "أبو الحارث" كما هو ملقب في المدينة، بأن "الكباب" يتم تجهيزه من اللحمة "الدهينة" أي "كثيرة الدهن"، ويضاف لها البصل والفليفلة الحمراء والقليل من الملح، وهذا يساعد على تماسكها عند البدء بوضعها في "سيخ الشوي"، وهذه ميزة خاصة لهذه الوجبة، علماً بأن عملية الشوي تتم على الجمر.

وللكباب الديري أنواع كثيرة منها: كباب اللحم، وكـباب الدقة، وكـباب الباذنجان، وكـباب البرغل، وكـباب الكمأة، وكباب الفستق، وغيرها، وعادة تقدم الوجبة مضافاً إليها البصل المشوي، والبندورة المشوية، والفليفلة الخضراء المشوية، و "لبن العيران" أو كما يحب أبناء ديرالزور تسميته "الشنينة"، أو "اللبن الرائب" مع خبز التنور.

تذكر أحد الروايات أن أصل كلمة كباب يعود إلى كلمة (كبابو) وهي كلمة آرامية سورية ويقصد بها الحرق أو التفحيم، واستعملت الكلمة خلال القرن الرابع عشر للدلالة على شوي اللحم المفروم الكروي.