الكتاب المدرسي.. أربعة أضعاف زيادة على السعر وإعادة الاستخدام لعام واحد فقط

شام إف إم – شاميرام درويش
ازدحام واضح في عقول وهموم السوريين، وفي شوارعهم أيضاً، على مختلف الأرصفة طلاب وطالبات في طريقهم لمدارسهم، وبالمقابل أهالي تنتظر على أعتاب أبواب كوات بيع الكتب المدرسية، لتأمين الوسيلة الأولى والرئيسية لبداية العام الدراسي والسير به.
حيث وصلت شكاوى عديدة وصلت لـ«شام إف إم» حول الازدحام الكبير الذي تشهده مراكز البيع، وساعات الانتظار دون الاستطاعة بالحصول على الكتاب المدرسي، إلى جانب التأخر من قبل المدارس في توزيعها.
سعر الكتاب أقل من التكلفة
كشف مدير المؤسسة العامة للطباعة زهير سليمان لـ«شام إف إم» أن سعر نسخة الكتب للمرحلة الثانوية يتراوح بين 5000 إلى 6000ل.س بعد أن كان قبل سنوات الأزمة بـ1700ل.س، أي ما تقارب زيادته بنحو أربعة أضعاف، نتيجة ارتفاع تكاليف الطباعة وسعر طن الورق من 50ألف ل.س، إلى 600ألف للطن الواحد، مشيراً إلى أنها تباع بسعر أقل من التكلفة ومدعومة بنسبة 100%.
ولفت سليمان إلى أن الكتب المدرسية في المراحل الابتدائية والإعدادية مجانية، وفقاً للقانون القاضي بمجانية التعليم وإلزاميته، في حين تدعم تكاليف وأسعار كتب التعليم المهني والتقني بنحو 300%، مؤكداً أن أسعارها موحدة في مختلف منافذ التوزيع وفقاً للتسعيرة المكتوبة والمختومة على كل كتاب، وفي حال رفع سعرها يوضح ذلك وفقاً للائحة أسعار تعلق على جدران مراكز البيع الإفرادي.
الازدحام غير مبرر.. والكوات الإفرادية مخصصة للطلاب الأحرار
وأوضح مدير مؤسسة الطباعة أن عملية توزيع الكتب المدرسية تستغرق ما يقارب الـ15 يوماً من بداية العام الدراسي، مشيراً إلى تسليم النسخ الكاملة لكتب المرحلة الثانوية للمستودعات، ليتم توزيعها تباعاً على المدارس، وبين سليمان أن ظاهرة الازدحام على كوات البيع الإفرادي سببها اعتماد المواطنين على استلام الكتب منها، عوضاً عن التسجيل والحصول عليها عن طريق المدارس.
وقال سليمان: "الكوات الإفرادية مخصصة للطلاب الأحرار ومن في حكمهم، وللحالات الطارئة في حال ضياع أو نقص كتاب، أو للحاجات البحثية"، مضيفاً أن الكتب المدرسية محظورة البيع خارج المؤسسة العامة للطباعة ما يتوجب عليها تأمين الكتب لمثل هذه الحالات عبر كواتها.
إمكانية الاستعمال لعام واحد فقط!
وعند السؤال حول إمكانية تدوير الكتب بين الطلاب، بيّن سليمان أن خطة تطوير المناهج الدراسية التي وضعتها وزارة التربية منذ عام 2008، استوجبت إلغاء الاستفادة من الكتاب لأكثر من عام واحد، موضحاً أنها شملت في العام الماضي الصفوف «الأول، الرابع، السابع، العاشر»، والعام الحالي «الثاني، الخامس، الثامن، والحادي عشر»، وأخيراً العام القادم ستشمل «الثالث، السادس، التاسع، والشهادة الثانوية».
وكشف مدير المؤسسة العامة للطباعة أنه تبعاً للشكاوى المستمرة حول توزيع الكتب المستعملة في المراحل الابتدائية والإعدادية، أقر أن يوزع الكتاب الذي يندرج تحت مضمون التفاعلي للصفوف من الأول إلى السادس لمرة واحدة فقط، لكون الطالب في مراحله الدراسية الأولى، في حين يوزع لأكثر من مرة في الصفوف من الرابع وحتى التاسع، مشيراً إلى أن هذا الإجراء ترتب عليه طباعة تسعة ملايين كتاب إضافي لتسديد الحاجات اللازمة.
يشار إلى أن كوات البيع الإفرادي متركزة في دمشق في المناطق «المزرعة، الجسر الأبيض، نفق المزة، وبرزة»، وتعمل بشكل يومي منذ بداية الدوام الرسمي وحتى الساعة الثالثة والنصف ظهراً.