الكذب عند الأطفال أنواع، ومعرفة أسبابه تساعد في علاجه

الكذب عند الأطفال أنواع، ومعرفة أسبابه تساعد في علاجه

رزان حبش _ شام إف إم

الكذب عند الأطفال يعد من المشاكل الرائجة التي يواجهها الأهل، والتي من الممكن أن تشكل مصدر قلق لهم، وخصوصاً عندما تتحول لتصبح عادة عند الطفل.

أوضح أخصائي نفسي الأطفال أحمد يوسف لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن الكذب هو أحد السلوكيات السلبية التي يلجأ لها الطفل كأسلوب دفاعي، أو للتهرب من موقف يترتب عليه عقاب أو محاسبة.

فيما أشار إلى أنه من الممكن أن يكون سلوك الكذب ضمن طور نمو الطفل في عمر الـ 3 سنوات مثلاً، غير ضار ويُعبّر عن حس الاكتشاف لديه.

وبيّن الأخصائي أحمد يوسف أنه يمكن علاج سلوك الكذب عند علاج أسبابه، فمثلاً يمكن أن يكذب الطفل حيال درجاته في المدرسة بسبب توقعات أبويه العالية، فيكذب ليكون على قدر هذه التوقعات، وهنا يكون سبب الكذب هو الخوف.

وقد يكون هناك كذب خيالي، ويحدث عند تمتع الطفل بخيال خصب، بحيث يحاول اختلاق أحداث وادّعاء وجودها حقاً، وهو كذب طبيعي، بينما من الممكن أن يكون الكذب سلوكاً تقليدياً، يعتمده الطفل عندما يرى المحيطين به يكذبون.

ومن المعلومات الغريبة بعض الشيء، أنه وفي بعض الأحيان قد يعكس الكذب النماء الإدراكي السليم للطفل، ورغبته بأن يختبر ردّة فعل الأهل حيال كذبه وتحايله!

وحول ذلك قال الأخصائي يوسف إن هناك دراسات واختبارات طُبِّقَت لقياس ارتباط الكذب عند الأطفال بالذكاء، فالطفل الذكي يكون قادراً على حل المشكلات التي قد تواجهه، بحيث يمكنه حلها بطريقة إيجابية أو حتى سلبية عبر اختلاق أحداث معينة أو التهرب من مواقف عن طريق الكذب، ما يُشير إلى السرعة الإدراكية ونمط من أنماط الذكاء الاجتماعي.

وقد يُشير الكذب إلى مشاكل نفسية أخرى موجودة لدى الطفل بحسب ما ذكر الأخصائي أحمد يوسف، فالخجل يمكن أن يؤدي إلى الكذب، وكذلك القلق الاجتماعي، والتبول اللاإرادي أيضاً قد يقود لسلوك الكذب!

كما لفت إلى أنه يمكن بناء قيمة الصدق عند الطفل عن طريق التنشئة الأسرية والاجتماعية وبناء منظومة متكاملة من القيم المختلفة، كأن يشكر أحد الأبوين الأشخاص الصادقين على صدقهم أمام طفلهم، واعتماد لغة الحوار والنقاش معهم.

 

ومن المهم توضيح أخطاء الطفل وشرح أسبابها له، والاستماع لتعبيره عن المواقف المختلفة، وتجنب الأساليب العقابية، التي من الممكن أن تثير استغراب الطفل ولا تؤدي لفهمه واستيعابه للخطأ الذي ارتكبه.