"الكشك" مونة الشتاء التي تبعث الدفء

"الكشك" مونة الشتاء التي تبعث الدفء

 مالك الجاسم - شام إف إم

"الكشك" أو كما يلفظه أبناء محافظة دير الزور "الجشج" من المواد الأساسية في المنزل وبخاصة خلال فصل الشتاء ولا يكاد يخلو منزل منه، وبمثل هذه الأيام من كل عام يتم تحضيره ويكون مرتبط بموسم القمح وصناعته تتم بساطة وبشل يدوي، وتختلف الكمية ما بين منزل وآخر لكنه يعتبر من أساسيات المؤونة الشتوية. وعندما تقوم بجولة في أحياء مدينة دير الزور وحتى في ريفها يلفت نظرك قلائد معلقة في الشرفات أو ضمن ساحة المنزل أو في مكان آخر فتعرف فوراً بأن موسم تجهيز المؤونة قد بدأ، وبرغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد وهذا ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار التي نحتاجها لتجهيز "الكشك" لكن هذه المادة بقيت حاضرة ولا يزال الأهالي في المدينة والريف يقومون بتجهيزها.

 أما المواد التي تدخل في تجهيز "الكشك" فهي مادة "الفشيق" وهو عبارة عن حب مطحون يضاف إليه اللبن والملح، ويتم تقطيعه لقطع مستديرة تثقب من المنتصف ليتم وضعها عبر خيوط من النايلون تعلق في غرفة المؤونة أو في المطابخ .وإذا تحدثنا عن الأسعار للمواد التي تدخل في تجهيز مادة "الكشك" فأولها الفشيق الذي يصل سعر الكيلو الواحد إلى تسعة آلاف ليرة سورية، وسعر كيلو اللبن يصل إلى سبعة آلاف ليرة، وكيلو الملح يصل إلى ألفي ليرة، وفي حساب سريع في حال تجهيز ١٠ كيلو من الفشيق فهذا يحتاج إلى ٩٠ ألف ليرة يضاف لها سعر بقية المواد التي ذكرناها.

تقول "أم أحمد " وهي سيدة خمسينية عن طريقة تجهيز "الكشك": "في البداية يتم تنظيف الفشيق من الشوائب وفي هذه الأثناء يكون اللبن قد اكتسب الحموضة اللازمة ثم يضاف اللبن مع الملح إلى الفشيق ويبقى لمدة يومين وتبدأ بعد ذلك عملية التقطيع للخليط على شكل قطع مستديرة تثقب من المنتصف وتبقى لمدة حتى يجف ويصبح قاسياً ومن ثم يتم تجميع كل 20 أو 25 قطعة مع بعضها وتوضع في " قلادة " أو "قليدة" كما تسمى في دير الزور، و"الكشك" مكون أساسي في طبخة "الفورة" وهذه الطبخة أو الوجبة تقدم حصرياً يوم الجمعة أثناء تجمع الأسرة والأقارب وبعضهم يحضرها في أي يوم من أيام الأسبوع" .

وتضيف "أم أحمد" أكلة "الفورة" قديمة وارتبطت بمحافظة ديرالزور ويدخل في تجهيزها "الكشك" الذي يجهز خلال فترة الصيف و"العوين" وهو حب اللوبياء وينقع "العوين" لوحده كما ينقع "الكشك" قبل يوم وعادة تكون في الليل لتتم تصفية "الكشك" في الصباح ويوضع على النار لفترة تتجاوز الساعة والنصف يضاف لها الملح والثوم المهروس والسمن البلدي وتترك لتغلي على نار قوية وبعد نضوج "العوين" وتماسك "الكشك" المصفى تصبح "الفورة" جاهزة ومعها تبدأ " الصبة " للأقارب والجيران.