الكولونيل الفرنسي كورفيز: سورية تتعرض لمؤامرة تستهدف دورها الإقليمي والمحوري

أكد الكولونيل والخبير الاستراتيجي الفرنسي آلان كورفيز أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية تستهدف دورها الإقليمي والمحوري على الدوام وقال ان التحاق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالسياسة الأمريكية يسيء إلى سمعة فرنسا التي طالما تبنت سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وتساءل كورفيز في حديث للتلفزيون العربي السوري الثلاثاءعن الدوافع التي دعت ساركوزي الى تغيير موقفه تجاه سورية موضحا إنه لا يمكن لفرنسا أن تبني سياستها الخارجية ولا سيما مع العرب دون أخذ وزن سورية بالاعتبار في هذه السياسة مؤكدا أن مصلحة فرنسا تقتضي أن يكون لها سياسة تتجلى باحترام حقوق الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأضاف كورفيز إن سورية لديها موارد طبيعية مهمة ولها موقعها الجغرافي وإرثها الثقافي والتراثي الذي يجعل منها بلدا مهما لا يمكن تجاوزه في السياسة العربية وفي تشكيل نقطة عبور نحو حل العديد من المشكلات.

كما تساءل كورفيز.. هل الذين يقتلون عناصر وقوات الجيش السوري ويحرقون ويخربون المؤسسات العامة والخاصة هم مسالمون ومؤيدون لحقوق الإنسان أم قتلة مضيفا إن اسرائيل سهلت الأحداث التي تجري في سورية ما يؤكد وجود مؤامرة خارجية تستهدف سورية مشيرا الى ضرورة التمييز بين المتظاهرين الذين يدعون إلى الإصلاح في سورية وبين المجموعات المسلحة التي تريد الاستيلاء على السلطة بالقوة.

وأوضح كورفيز أن الرئيس بشار الأسد أراد منذ توليه الحكم إجراء الإصلاح في بلده وتطويره حسب متطلبات العصور الحديثة ولكن الظروف الخارجية الكبيرة جدا عرقلت تنفيذ الإصلاح منها اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق والحرب الإسرائيلية على لبنان عام /2006/ وبالتالي كانت هناك عوائق كثيرة أمام مسيرة الاصلاح منذ وصوله إلى سدة الحكم وكان عليه دائما انتظار فترة الاستقرار إذ لا يمكن القيام بالاصلاح في جو من المشاكل أو في هذا الجو الفوضوي.

وأضاف كورفيز إن الرئيس الأسد ورغم الاحداث منذ شهور أبدى استعداده وإرادته لاجراء الاصلاحات في بلاده فأعلن عن انتخابات ستجرى قريبا معربا عن قناعته بأن غالبية الشعب السوري ستصوت إلى جانب إصلاحاته.

من جانب اخر قال كورفيز انه لن يكون هناك تدخل عسكري من الحلف الأطلسي ضد سورية وذلك لأسباب مختلفة منها أنه ليس لدى الغرب وسيلة لفتح جبهة جديدة بحملة عسكرية ضد سورية لأنهم مشغولون جدا في مكان آخر وليس لديهم الإمكانية للتدخل في سورية فهم غارقون ومتورطون في أفغانستان وليبيا ولا يعرفون كيف سيتخلصون من هذه الورطة.

وأضاف كورفيز إن العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها المجموعة الأوروبية ضد سورية تهدف إلى وضع صعوبات في حياة السوريين وأول من سيعاني منها هو الشعب السوري موضحا أن هذه العقوبات يمكن أن تكون عائقا لكنها لن تمنع سورية من الاستمرار في الحياة.

ورأى كورفيز ضرورة أن تأخذ السلطات الفرنسية بعين الاعتبار أكثر فأكثر أن ما يجري في سورية ليس ثورة ديمقراطية بل محاولة عنيفة من قبل قوى متطرفة تريد فرض نظامها على سورية داعيا فرنسا إلى الابتعاد عن الأحداث التي تجري في سورية والمنطقة وألا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب.

وقال كورفيز نحن نتمنى أن تعود الحكمة إلى السلطات الفرنسية إذ يبدو أنها لا تملك عقلانية إستراتيجية واسعة النطاق في هذه القضايا ودليل ذلك قضية ليبيا الكارثية ودعمها المفاجئء للجنة انتقالية لا تمثل إلا نفسها.

وأضاف كورفيز إنه يجب فهم ضرورة ألا تتدخل فرنسا في المؤامرة ضد سورية ولا يجب عليها أن تذهب بعيدا في نهجها الحالي بل أن تتراجع حيال الأحداث وتوقف دعمها للمؤامرة المسلحة ضد سورية مدعية أنها تدعم ثورة من أجل حقوق الإنسان مؤكدا أن السلطة السورية الحالية هي الأقدر على تطبيق الإصلاح في سورية لكن يجب إعطاؤها الوقت الكافي لتنفيذه.

وبين كورفيز أنه سبق وعارض التدخل العسكري في ليبيا لأنه يشكل دعما للتمرد ضد العقيد معمر القذافي ولا يشكل دفاعا عن حقوق الإنسان والمدنيين في ليبيا وقال إن هدف الحرب على ليبيا هو قلب النظام واستبداله بممثلين آخرين وهذا خطأ كبير ولذلك لا نرى إلا الفوضى في ليبيا.

وأعرب كورفيز عن أمله في زيارة سورية قريبا وذلك لأنها بلد ذو ثقافة عريقة ومن أقدم بلدان العالم المأهولة حتى اليوم ولأن الشعب السوري محب ورائع.

 

 

 

شام نيوز - سانا