اللاذقية تفقد أشجارها .... بحجة التقليم

 

رغم كل الانتقادات من الكثير من أهالي اللاذقية، ورغم كل ما كتب في الصحافة عن ذلك، ما زالت الجهات المسؤولة عن تنسيق الحدائق في بلدية اللاذقية مصرة على طريقتها في تقليم الاشجار بما ينسف المنظر الجمالي للمدينة ولأشجار عمرها عشرات السنين.

 
في كل أنحاء الدنيا يتم التقليم للأغصان المتفرعة من الشجرة، لكن في اللاذقية يتم التقريم والقطع وليس التقليم من منتصف الساق.

‏قد يكون التقليم الجائر مبرراً في بعض الأماكن في حال كانت الأشجار تهدد الشبكة الكهربائية، أو قد تسبب بعض الأذى, لكن الذي يضع العقل في الكف أن المناطق التي يتم فيها التقليم بهذه الطريقة الجائرة جداً، الأشجار فيها لا تؤثر ولا تشكل أي أذى, بل على العكس كانت توفر الفرصة للناس للتمتع بالمشي وممارسة الرياضة تحت ظلالها الوارفة التي كانت تغطي الشوارع بأكملها، وخير مثال على ذلك طريق الشاطئ وقرب جامعة تشرين، فلقد كانت أشجار الكينا تغطي الشوارع بأكملها وظلالها تضفي على الطرقات رونقاً وجمالاً خاصاً، ينقلك إلى عوالم أشبه بالسحر لكن هذا الجمال أصبح أثراً بعد عين بعد أن امتدت يد العبث والقطع بتلك الأشجار التي افتقدت ثوبها الأخضر الجميل والتي اكتسبته عبر سنوات طويلة، وعرت الشوارع من دون أي مبرر فتلك الأشجار تقع في الجزر الوسطية ولا تؤثر على الشبكة الكهربائية أو على شبكات الصرف الصحي.وكان منظر الأشجار على طريق الشاطئ يمثل عامل جذب لأهالي المدينة والسياح للذهاب وزيارة المنطقة. ‏

 


كذلك هنالك أشجار جميلة من الفيكوس في مدخل مدينة اللاذقية لكن الغريب بأنها كلما كبرت ونمت لتأخذ شكلها وحجمها الطبيعيين، تأتي ورش القص كل عام لتجردها وتسلخ عنها كل الأغصان الخضراء الجديدة ولا تترك لها الفرصة لتنمو وتكبر لتبقى أشبه بالأشجار القزمية. ‏
والشيء الذي لا يفهمه الكثيرون من أهالي اللاذقية أننا نقوم بتربية الأشجار ونرعاها لعشرات السنين، ثم تأتي ورش القص بآلاتها الحادة لتنسف بلحظة تعب السنين الطويلة، والمحزن أن هذه الطريقة بالتقليم أدت إلى تسمم وموت أعداد كثيرة من الأشجار تتجاوز العشرات، وما زالت بقاياها الميتة كالأوتاد في الشوارع شاهداً على هذه الجريمة التي ترتكب بحق أشجار اللاذقية, وإذا ما استمر التقليم بهذا الشكل سنقول وداعاً للون الأخضر في هذه المدينة.

 

شام نيوز - تشرين