اللجنة الوزارية العربية توصي باستمرار عمل البعثة وتقرير الدابي متوازن

قالت اللجنة الوزارية بختام اجتماعها إنه تقرر منح بعثة المراقبين الحيز الزمني الكافي لاستكمال مهمتها وتقديم الدعم السياسي والمالي لها وزيادة عدد أفرادها وتعزيز تجهيزاتها كما قالت اللجنة إن الحكومة السورية نفذت بعض التزاماتها بموجب خطة العمل العربية داعية الحكومة السورية ومختلف الجماعات المسلحة للوقف الفوري للعنف وعدم التعرض للتظاهرات السلمية و لم يذكر البيان طلب المساعدة من الأمم المتحدة كما كان وزير خارجية قطر قد طالب قبل الاجتماع.

وأفاد مصدر دبلوماسي عربي أن التقرير الذي قدمه الدابي يشير إلى "مضايقات" من قبل الحكومة والمعارضة على حد سواء وأن "هناك مضايقات من الطرفين فكل طرف يريد أن يقنع البعثة بأن الانتهاكات من الطرف الآخر" و"ينصح التقرير باستمرار عمل البعثة وتزويدها بعدد كاف من المراقبين وبأجهزة تكنولوجية للقيام بمهمتهم بنجاح" ويطلب من "المعارضة والحكومة ترك البعثة تتحرك بلا وصاية فهي كفيلة برصد كل شيء بمنتهى الحيادية والشفافية".

وكان اجتماع اللجنة الوزارية العربية قد بدأ برئاسة قطر لمناقشة تطورات الأوضاع بسوريا بضوء تقرير رئيس فريق بعثة المراقبين حول نتائج عشرة أيام من عمل المراقبين بالمدن والأحياء السورية ويترأس الاجتماع رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني بحضور وزراء اللجنة العربية أو من ينوب عنهم وأمين عام الجامعة نبيل العربي وكبار مساعديه كما يشارك الفريق أول محمد أحمد الدابي وعدد من المراقبين لإطلاع الوزراء على الأوضاع في سوريا ومشاهدتهم وسير عمل الفريق.

وقبل الاجتماع أعلن نائب أمين عام الجامعة العربية أحمد بن حلي أن تقرير المراقبين يشتمل على صور وخرائط ومعلومات شاملة عن الأحداث التي شاهدها المراقبون على الأرض لإبراز نتائج مهمتهم إلى جانب تقييم الوضع في سورية والخطوات التي يمكن اتخاذها خلال الفترة المقبلة وشدد بن حلي على ضرورة إعطاء الفرصة الكاملة للمراقبين وتعزيز دورهم من خلال زيادة عددهم كما أعلن الجيش الكويتي إلحاق عدد من ضباطه ضمن فريق المراقبين.

من جهته بحث الأمين العام نبيل العربي ورئيس اللجنة الوزارية حمد بن جاسم باجتماع مغلق الخطوات المقبلة المنوي اتخاذها بضوء التقرير الأولي للفريق الدابي وقال مصدر دبلوماسي مطلع إن الاستعانة بخبرات فنية من الأمم المتحدة لمساعدة المراقبين وارد الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجنة موضحا أن الخبرات الفنية ستقتصر على تقديم معدات تساعد المراقبين وتدريب أفراد يحددهم الأمين العام ممن ليس لديهم خبرة بتقصي الحقائق.

 واستبعد المصدر إمكانية انضمام عناصر أممية أو دولية للبعثة وانتظار التقرير النهائي بنهاية المدة وفقا للبروتوكول وأضاف أن اللجنة الوزارية ستستمع إلى تقرير شفهي من الدابي يتناول عمل البعثة واحتياجاتها وانتشارها بالمدن السورية وملاحظاته على الوضع هناك ومدى التزام الحكومة السورية كما نقلت رويترز عن مصادر بالجامعة أنه من المرجح أن يؤكد الوزراء دعمهم للمراقبين وسيناقشون إجراءات للسماح للبعثة بالعمل أكثر استقلالا عن السلطات السورية.

من جانبه قال رئيس بعثة المراقبين محمد الدابي إن مهمتهم "لا تزال ببدايتها وإنهم يتلقون تعاونا كافيا من الحكومة السورية وأضاف "إنها المرة الأولى التي تضطلع فيها الجامعة بمثل هذه المهمة التي بدأت للتو لذلك لم يتمكن من تكوين رأي بعد" وعبر الدابي عن استيائه من الهجوم الإعلامي عليه واعتبار البعثة غير فعالة ورأى الدابي أن "المهام التي تضطلع بها البعثة قد تستغرق وقتا طويلا فمثلا بعثة الاتحاد الأفريقي بالسودان بدأت 2004 حتى الآن ولا يمكنني التنبؤ بما ستستغرقه مهمتنا".

في حين قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إن التصويب على عمل بعثة المراقبين دعوة مباشرة للتدويل منوها بالتسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية للبعثة وأضاف أن "المراقبين العرب لم يقولوا ولم يشيروا إلى أن القيادة السورية أعاقت عملهم ما يؤكد حسن نية القيادة السورية" وأشار إلى أن "صدور تصريحات بأن المراقبين تنقصهم الخبرة والوسائل اللوجستية والإقرار بالعجز معناه إعطاء مبرر للتدخلات الخارجية بسورية وهذه مسألة خطيرة جدا".

من جهته أوضح الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده ترتبط بعلاقات حميمة مع القيادة السورية التي كانت تقف مع السودان دوما و لفت البشير الى أن هذه العلاقات لم تمنع الخرطوم أن تعبر عن رأيها وتتحدث عن ضرورة عمل إصلاح في سوريا وأضاف أننا موجودين في سوريا من خلال لجنة المراقبين لنقل حقيقة الأوضاع ونحن قطعا مع الشعب السوري ونريد الأمن والاستقرار لسوريا باعتبارها دولة مهمة جدا من دول المواجهة .

وأعرب الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد  مقدسي في حديث لقناة "otv" اللبنانية عن أمله خيرا في التقرير التمهيدي الأولي للمراقبين العرب في سوريا، وقال "نأمل الحيادية والمهنية في التعاطي من اجل عكس حقيقة الواقع السوري" وأشار مقدسي إلى أنه وبغض النظر عن موضوع الرضا على المراقبين من عدمه فالتقرير ليس نهائيا بل تمهيديا" مؤكدا على أن سوريا لا تحكم على التصريحات التي تأتي من الخارج بل تنتظر التقرير وما سيصدر عن الجامعة.