اللعب بالمشاعر الدينية

يواصل المستوطنون المتطرفون حملة الاعتداءات وتدنيس المساجد في الضفة الغربية انطلاقاً من القدس حتى نابلس ناهيك عن الخليل.
ولعل هذه الحملة ليست وليدة أفكار المستوطنين فقط، بل هي سياسة حكومة اليمين المتطرف الحاكمة في اسرائيل والتي انتهجت خطاً مؤيداً للاستيطان ومحاباة المستوطنين والتغاضي عن جرائمهم اليومية، وعندما يرى المستوطنون ان حكومتهم تعتدي على المسجد الأقصى ولا تحاسب من يعتدي على الفلسطينيين أرضاً وانساناً وديناً فإنهم يأخذون الموافقة المسبقة على اعتداءاتهم وجرائمهم من حكومتهم.
ولم تشعر الحكومة الاسرائيلية بخطورة التصعيد في الجرائم الاستيطانية الا عندما هاجم مستوطنون جنرالاً واقتحموا قاعدة عسكرية.
ولعل الاعتداءات المتكررة على المساجد جاءت نتيجة محاولة بعض اعضاء الكنيست المتطرفين حظر رفع الاذان في تدخل غير مسبوق للمس بأحد أركان الاسلام وهو الصلاة، وهذا يعني أن حكومة اليمين ومستوطنيها يحاولون بهذه الاستفزازات اشعال فتنة دينية وصولاً الى صراع الأديان، وهم سيعلمون إن لم يكونوا على علم مسبق بأنهم بذلك يلعبون بدمائهم لأن الصراع الديني يختلف عن غيره وهو أكثر دموية من غيره ولا يحط أوزاره الا بعد ازهاق أرواح كثيرة بعكس غيره من الصراعات.
فالحكومة الاستيطانية كأنها تفتح فصلاً جديداً في الصراع لا يبقي ولا يذر, وتؤكد بأنها بذلك انها ليست معنية بالسلام، بل بالاستيطان والتطهير العرقي والديني ولا تعبأ باستفزاز مشاعر مليار مسلم وغيرهم من الشعوب المحبة للأمن والسلام.