المالكي: مشروع خطر يسعى لتمزيق المنطقة

حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من مشروع خطر يستهدف المنطقة ويسعى لتمزيق ما مزقه اتفاق سايكس بيكو.
وقال المالكي في حديث تلفزيوني "إن العراقيين متحابون فيما بينهم ومصلحتهم أن يبقوا في هذا البلد الغني الذي يستطيع أن ينهض بهم إلى أعلى المستويات ولكنني قلق جداً بسبب الأوضاع المحيطة بالعراق وأخشى على وحدته من تطورات الأوضاع في المنطقة وأن يكون خلفها مشروع خطر لتمزيق ما مزقه سايكس بيكو لأنه إذا ما حصل تمزق في أي دولة من الدول الموجودة حالياً فستتعرض وحدة باقي الدول للخطر".
وأضاف المالكي: "إن الحديث عن سايكس بيكو ثان ليس مبالغا فيه إذا سارت الأمور وفق المسار الحالي لأن الدول الكبرى والمنظمات الدولية تتعامل مع الأزمة في المنطقة بشكل لا مسؤول وهي تدفع باتجاه تجزئة المجزأ ولكن هذه المرة وفق معايير قومية ومذهبية وهذا المشروع موضوع منذ فترة طويلة".
وقال المالكي: "إن العالم لم يدرك حتى الآن أبعاد استمرار الحريق في سورية ويرتكب خطأ كبيرا وجسيما عندما يتحدث عن تزويد المعارضة بالسلاح لحسم المعركة" لافتا إلى أن "السلاح الذي تزود به المعارضة في سورية بدأ يتسرب إلى العراق عبر الحدود".
وأضاف المالكي: "إنني أعيش نوعا من التفاؤل بالقرار الذي صدر عن مجموعة الثماني وأقر بأن الحل في سورية لا يكون إلا سلميا وأشد على أيادي تلك الدول الثماني لتذهب باتجاه عقد جنيف 2 لأنه لا حل إلا عبر هذا السياق" لافتا إلى أنه لا أحد يستطيع أن يتنبأ إلى أين ستذهب سورية حتى الآن.
وقال المالكي: "إن كل ما يتوصل إليه الشعب السوري عبر الآليات السياسية والحلول السلمية سيكون موضع احترام واعتزاز من قبلنا في العراق ونحن لا نتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي: "إننا بلد مستفيد من الحل السياسي للأزمة في سورية ومتضرر من تداعياتها ولذلك دعونا إلى عقد مؤتمر جديد في جنيف وأن نسهم بشكل حقيقي وفعال فيه بموجب معرفتنا بالأزمة وخلفياتها".
وأكد المالكي أن جامعة الدول العربية أو المؤسسات الدولية غير قادرة على حل أي مشكلة ويجب أن يكون الاتجاه لحل المشاكل في المنطقة ضمن الأطر الوطنية.
وشدد المالكي على أن الحرب الطائفية حرب قذرة وعندما تكون الخلافات معضدة بفتاوى التكفير وذبح الاخر فهي تشكل خطرا داهما يهدد وحدة الأمة العربية والنسيج العام للمنطقة وينذر باندلاع حروب طائفية.
وأشار المالكي إلى أن العراق أرسل جيشه إلى الحدود مع سورية ونشره على طول 600 كيلو متر لحماية مخافره وضبط حدوده من الهجمات التي تشنها (جبهة النصرة) عليها.