المتة.. لم تنج من الشائعات

لم تسلم المتة المشروب الشعبي الأول محلياً من الشائعات التي تطولها كما أنها لم تنل منها فتارة يقال: إنها منقوع عشبي لا يضر ولا ينفع.. وتارة يقال: إن مزارعها مرتع للخنازير.. ومستودعاتها مأوى للفئران والجراذين.. وآخر هذه الشائعات أنها تحوي إشعاعات نووية..
وبقيت المتة رغم كل الأقاويل محافظة على جمهورها العريض وامتدت أفقياً لتشمل مختلف المحافظات والبيئات.. ولتغدو الشراب المفضل لمختلف شرائح المجتمع.
فما حقيقة المتة؟ ولماذا هذه الشائعات؟ وماذا عن نتائج التحاليل المخبرية، وكيف ينظر منتجو المتة في بلد المنشأ وتجارها في السوق المحلية لهذه الأقوال؟ وأين يبرز الأثر الاجتماعي والانعكاس الاقتصادي للمادة ؟!
آخر الإشاعات.. إشعاعات
رداً على سؤال بأن مخبراً خاصاً حلل المتة وتبين أنها تحوي اشعاعات.. وعدت وزيرة الاقتصاد بتحليل المتة إشعاعياً خشية احتوائها على إشعاعات نووية من بلد المنشأ وإرسال عينات إلى المخابر المختصة.
وسرعان ما أطلق هذا التصريح العنان لشائعات وأقاويل تحذر من المتة حتى قبل صدور نتائج التحاليل المخبرية ولم تنفع ردود الوزارة المتتالية في لجم هذه الشائعات.
ورداً على إشاعة الإشعاعات النووية بينت مخابر الطاقة الذرية خلو المتة من أي أثر لمواد مشعة، وأكدت مخابر وزارة الاقتصاد مطابقة المتة لقرائن المواصفة القياسية رقم 873 لعام 1990.
وأفاد مدير الشؤون الفنية والجودة الكيميائي يحيي الخالد أن العينات المحللة في المخبر لمصلحة مديرية التجارة الداخلية باللاذقية مطابقة لقرائن المواصفة القياسية وهي مقبولة جرثومياً حسب المواصفة 2179 لعام 2007.
وأشار الخالد إلى أن آلية التحليل اعتمدت قرائن المواصفة لتحديد نسب الرطوبة والرماد والخلاصة المائية على أساس المادة الجافة كيميائياً إضافة إلى التحليل الجرثومي للفطريات.
وفي مديرية تموين ريف دمشق بينت نتائج تحليل العينات المسحوبة من الأسواق خلال العام الحالي مطابقتها مخبرياً لقرائن المواصفة القياسية بينما لحظ مخبر تموين دمشق وجود عينتين مخالفتين لقرائن المواصفة المعتمدة من أصل 22 عينة مسحوبة من الأسواق منها 20 عينة مطابقة للمواصفات القياسية السورية.
وأشار مدير حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد المهندس عماد الأصيل إلى أن المستوردات الغذائية عموماً ومنها المتة لا تدخل إلى السوق المحلية إلا بعد إجراء التحاليل الكيميائية والفيزيائية والإشعاعية والجرثومية والبحث عن منشأ المادة وصفاتها الجوهرية.
وأضاف الأصيل: تتولى دوائر حماية المستهلك في مديريات المحافظات سحب العينات دورياً من المادة وتحليلها مخبرياً للتأكد من مطابقتها للمواصفات وسلامتها الغذائية وأن معظم المخالفات المسطرة بمادة المتة هي بسيطة لا تؤثر في الصحة والسلامة العامة وتتعلق بسوء التخزين وارتفاع درجة النعومة فقط وعموماً لا مخالفات جسيمة للمادة في السوق.
واعتبر الأصيل أن الشائعات التي تتناول المتة لا أساس لها من الصحة.
يقول مدير حماية المستهلك: إن هذه الشائعات مغرضة وبعيدة عن الواقع علماً أن معظم مخالفات المتة تدور حول ارتفاع نسبة الرطوبة كدليل على سوء التخزين في البقاليات أو تاريخ انتهاء الصلاحية أو ارتفاع نسبة الرماد.
واستغرب منتج للمتة في بلد المنشأ تحفظ على ذكر اسمه كثرة الشائعات حول المادة معتبراً أن هناك استهدافاً لهذا المشروب؟
وأضاف صاحب شركة تعبئة محلية قائلاً: نحن تجار لكننا مواطنون غيورون على مصلحة البلد وسلامته وعلى من يطلق الشائعات التأكد بداية من نتائج التحاليل المخبرية لأن لاشيء يناقض العلم وعند الشك يعتمد التحليل وتكون نتيجته بمثابة القول الفصل.
شام نيوز- الثورة