المتظاهرون يتدفقون إلى الميادين الرئيسية للمطالبة برحيل مرسي وجماعة الإخوان.


بدأ المتظاهرون المصريون منذ ساعات الصباح الباكر بالتوافد إلى الساحات والميادين الرئيسية في العاصمة القاهرة وبقية المحافظات المصرية للمشاركة في "مظاهرات 30 حزيران" التي دعت إليها حملة "تمرد" وعدد من القوى والأحزاب السياسية المصرية لسحب الثقة من محمد مرسي ورحيل جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

كما احتشدت أعداد كبيرة من المصريين أمام مبنى وزارة الدفاع وميادين العباسية وروكسى وكوبرى القبة في القاهرة رافعين العلم المصري ومرددين كلمة "إرحل" بعد أن أمضوا ليلتهم في التظاهر مع مئات الآلاف بميدان التحرير وميادين القاهرة والمحافظات الأخرى.

وكان ميدان التحرير بالقاهرة شهد الليلة الماضية تزايدا في أعداد خيام الاعتصام وواصل المعتصمون التحضيرات لفعاليات اليوم بتجهيز المنصة الرئيسية وإضافة عدد من مكبرات الصوت واتخاذ التدابير المناسبة لاستقبال المتظاهرين والتأكد من عدم اندساس أي أشخاص مسلحين وبدأت اللجان الشعبية بإغلاق المنافذ المؤدية للميدان باستخدام الحبال والأسلاك الشائكة.

وعرض بعض قيادا ت المعارضة على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي خريطة توزع المسيرات والمظاهرات التي ستنطلق في القاهرة والمحافظات حتى يتم التواصل بين المواطنين في جميع ميادين مصر حتى رحيل مرسي.

وتشير خريطة المسيرات التي تم تحديد أماكن وتوقيت انطلاقها وخط سيرها على امتداد محافظات مصر الـ27 إلى كثافة أعداد هذه المسيرات التي تتجاوز مئة مظاهرة ومسيرة ففي القاهرة تم نشر خريطة 20 مسيرة تنطلق من مختلف أحياء ومساجد المحافظة إلى ميدان التحرير وقصر الاتحادية.

وفي محافظة الاسكندرية تم الإعلان عن انطلاق 11 مسيرة وخط سيرها إضافة إلى ست مسيرات في محافظة القليوبية وخمس في الغربية وتسع في محافظة المنوفية وثمان في محافظة كفر الشيخ وسبع في أسوان ومسيرات تتراوح بين واحدة وخمس في بقية المحافظات.

إلى ذلك شهدت ساعات الصباح حرائق في بعض مقار حزب الحرية والعدالة ومحاولات لاقتحامها في محافظتي الاسكندرية وبني سويف وسط اشتباكات بين متظاهرين معارضين لمرسي وعناصر جماعة الإخوان المسلمين.

ففي أبو سويف أحرق متظاهرون غاضبون مقر حزب الحرية والعدالة بحي الأباصيري وواجهة حزب الحرية والعدالة بحي المرماحة المجاور لمدرسة "الثانوية بنات" بعد مواجهات عنيفة بالخرطوش بين المعارضين وانصار جماعة الإخوان كما هاجم مجهولون مدرسة الدعوة الإسلامية التابعة للإخوان في محاولة لاقتحامها في ظل اشتباكات مع قوات الامن التي فرضت طوقا أمنيا حول المدرسة مع إطلاق قنابل مسيلة للدموع أسفرت عن إصابة شخصين.

وكان مقر الحزب في الأباصيري شهد مواجهات أمس أصيب خلالها 35 شخصا بينهم 8 من جماعة الإخوان.

وفي الاسكندرية اقتحم عشرات المتظاهرين مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة الحضرة صباحا بعد محاولات اقتحامه أمس وألقوا محتويات المقر في الشارع.

من جهة أخرى اعتدى أربعة اشخاص على المعتصمين داخل الخيام بميدان الساعة في دمياط وحاولوا حرق الخيام وأسفر الاعتداء عن إصابة أحد المعتصمين بجروح.

وأكد عدد من المعتصمين أن وراء الدفع بهؤلاء البلطجية عددا من انصار جماعة الإخوان المسلمين فى محاولة لإرهاب المعتصمين قبل البدء بفعاليات 30 حزيران.

ومع اتساع دائرة المشاركين في مظاهرات اليوم أعلن اتحاد عام قبائل هوارة بمحافظة قنا مشاركته رسميا في مظاهرات "30 حزيران" بميدان الدولفين في المحافظة للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الاخوان المسلمين وسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وأشار أسامة الهواري منسق عام الاتحاد إلى حرص الاتحاد على سلمية المظاهرات من أجل مصلحة البلاد محذرا في الوقت نفسه من استخدام العنف من قبل أي فصيل أو تيار سياسي مهما كان حجمه داعيا أبناء قبيلته الى الالتزام الكامل بالسلمية وعدم الانسياق وراء الدعوات التي تخرج التظاهرات عن سلميتها.

من جهته كشف مصدر عسكري في تصريحات لبعض وسائل الإعلام المصرية أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي يتابع على مدار الساعة اليوم التقارير المرفوعة إليه من قادة القوات ومن المناطق ومراكز الاستغاثة وهو موجود في غرفة العمليات المركزية بمقر الأمانة العامة للوزارة.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن القوات المسلحة تقوم خلال انطلاق مظاهرات اليوم بتأمين المنشات العامة بالقاهرة وعدد آخر من المحافظات على رأسها البنك المركزي وقناة السويس ومدينة الإنتاج الإعلامي ومجلسا الشعب والشورى والأزهر والكنيسة ومجلس الوزراء وعدد آخر من المنشآت إضافة إلى تشديد التأمين الحدودي.

في غضون ذلك حذرت فرنسا رعاياها فى جميع أنحاء مصر من الاقتراب من أماكن المظاهرات والتجمعات فى جميع المحافظات المصرية كما أغلقت السفارة الفرنسية بالقاهرة مقار الخدمات الفرنسية الرسمية في مصر بما فى ذلك القنصليتان الفرنسيتان والمعاهد الفرنسية بالقاهرة والإسكندرية أمام الجمهور كما نصحت الخارجية الماليزية رعاياها بتأجيل السفر إلى مصر ورعاياها المقيمين فيها بالحذر وعدم الاقتراب من المتظاهرين.