المثنى صبح لشام نيوز: مشكلة الدراما السورية تكمن في النص
اعتبر المخرج السوري المثنى صبح أن مسلسل " القعقاع بن عمرو التميمي " استطاع أن يحقق نجاحا على الصعيد الفني لاسيما بعد متابعة هذا العمل من قبل عدد جيد من الجمهور و الصعوبة التي تعانيها طبيعة العمل التاريخي بشكل عام. وحول ذلك قال صبح فيتصريحات خاصة لموقع شام نيوز : " استطاع القعقاع أن يحقق ما أريده باعتبار أن المسلسلات التاريخية تعتمد على النص التوثيقي و غالبا ما تبتعد عن الدراما و العلاقات الإنسانية وهذا ما يزيد العمل صعوبة، لذا أعتقد ان الذي صنعته على صعيد الصورة و العمل ككل كان شيئا جيدا لا سيما أنني قرأت ردود أفعال جيدة ، ووجدته متابعا من قبل بعض الجمهور "
وعن التنسيق بينه وبين كاتب العمل " محمود الجعفوري " قال صبح : "في الحقيقة لم أستطع ان اجتمع بكاتب مسلسل القعقاع ، و هذا ليس تعاليا عليه و إنما فقط بسبب الضغوط الناتجة عن ظروف العرض في رمضان ، علماً أننا بدأنا التصوير ولم يكن قد كتب من النص سوى 20 حلقة فقط وهذا ما زاد من الضغوط أيضا ...
و أرى أن الإخراج هو عبارة عن تأليف آخر للنص سواء شاء الكاتب أم أبى لأن النجاح له أكثر من أب أما الفشل فله أب واحد فقط ، فمثلا الكاتب نجيب محفوظ لم يكن يعترض على إخراج مسلسل " بين القصرين " و لم يكن يتدخل في تفاصيل العمل و إنما كان لديه ثقة بالمخرج .
واعتبر المثنى صبح أن المسلسل حضره عدد جيد من الجمهور و استطاع ان يعبر بسلام ضمن زحمة الدراما الرمضانية ، وهو يحترم الانتقادات التي طالت المسلسل بعد منتصف شهر رمضان ، لكنه تفاجأ في الوقت نفسه من الملاحظات التي انتقدت العمل قبل ظهوره .
و على صعيد آخر أشار صبح أنه وجد تنوّعا كبيرا في الدراما السورية ولم يرَ أن المصريين هزموا السوريين كما قيل في الآونة الأخيرة و إنما كان هناك تنوّع بالطرح و جرأة في التقديم بغض النظر عن التناول و إذا كان العمل محبك بشكل جيد أم لا ، و تابع بأن الدراما المصرية تقدم ما يقارب الخمسين عملا و قد يظهر منها خمسة أعمال جيدة أما نحن فقد قدمنا ثلاثين عملاً أكثر من ثلثها كانت أعمالاً جيدة.
واعتبر صبح أن اعتمادها المصريين لهذا الموسم على لغة السينما كما فعلت الدراما السورية منذ التسعينات هو الذي ساهم في نجاح بعض الأعمال المصرية، مع التأكيد على وجود ما يسمى بصناعة السيناريو وهو مصدر قوة الدراما المصرية
وعن مستقبل الدراما السورية بشكل عام و الدراما التاريخية بشكل خاص نوّه المخرج السوري إلى أنه خائف على الدراما التاريخية لأنها وقعت في مشكلتين الأولى تتعلق بالإنتاج و التمويل الضخم لهذا النوع من المسلسلات والثانية تتعلق بوجود النص الجيد وهي مشكلة الدراما السورية بشكل عام.
وقال صبح: " وُضع الكاتب السوري بتقاليد مهنة هو مجبر عليها إذ أن الأمور لم تعد كما كانت أيام مسلسل " صح النوم " و مسلسل " ملح و سكر " ، فقديما كان هناك ما يسمى بالورشة الكتابية حيث كان يقوم كل من دريد لحام ونهاد قلعي بالعمل على نص المسلسل و لم يكن المسلسل عائد لكاتب واحد ، و هذا هو سبب نجاح تلك المسلسلات، لذا أعتقد أنه لابد من أن يكون هناك على الأقل تقليد يدخل فيه الكاتب بورشة عمل مع مجموعة من الكتاب لاسيما التاريخية منها لأنها تحتاج إلى أكثر من كاتب واحد يكتب دراما و ثاني يبحث عن المعلومة الصحيحة و آخر يكتب تاريخ ، وبسبب ذلك أعتقد أن كاتب القعقاع ظُلم كثيرا لأنه كاتب مسلسلات درامية . "
ويستعد مثنى صبح حاليا لإخراج مسلسل اجتماعي يحمل عنوان " جلسات نسائية " وهو للكاتبة أمل حنا و إنتاج سورية الدولية ، بالإضافة إلى أنه يتمنى أيضا أن يقوم بإخراج أعمال تاريخية إن وُجدت .
شام نيوز- خاص